وخلصت ورقة أكاديمية نُشرت في مجلة "Science" العلمية، إلى أن "العصر الجليدي غير المعروف سابقا، دفع المناخ الأوروبي إلى تجاوز ما يمكن أن يتحمله البشر القدامى، ومن المحتمل أنه قضى على حياة الإنسان في القارة بشكل مؤقت".
وتدحض النتائج الجديدة، التي توصل إليها 11 باحثا من المؤسسات، ومنها جامعة كامبريدج، الفكرة القديمة القائلة إن "البشر احتلوا أوروبا باستمرار، منذ وصولهم لأول مرة إلى المنطقة".
وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة، فاسيليكي مارغاري، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى أن "حدث "التبريد الجليدي" المكتشف حديثا، والذي وقع قبل حوالي 1.1 مليون سنة، أدى إلى تبريد مفاجئ استمرنحو 4000 عام".
وتابع لافتا إلى أن "هذه الفترة من "التبريد الجليدي" يمكن مقارنتها ببعض من أشد الأحداث خطورة في العصور الجليدية الحديثة".
وتمكّن الباحثون من تحديد الفترة الجليدية شديدة البرودة، باستخدام تحليل الكائنات الحية الدقيقة البحرية، والرواسب الموحلة المأخوذة من أعماق سطح المحيط بالقرب من ساحل البرتغال، ثم استخدموا نماذج الكمبيوتر لتقييم مدى ملاءمة البيئة الأكثر برودة للاحتلال البشري المبكر، بحسب الدراسة.
وقال كرونيس تزيداكيس، وهو مؤلف مشارك في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن "البشر الأوائل الذين ربما لم يكونوا قادرين على إشعال النيران أو صنع ملابس أو ملاجئ دافئة بدرجة كافية، كان من غير المحتمل جدا أن ينجوا من التبريد الشديد".
كما أظهرت الدراسة وجود نقص في الأدلة الأثرية لوجود البشر الأوائل في أوروبا، في الفترة ما بين 900 ألف و1.1 مليون سنة مضت، ما قد يشير إلى أن أيا منهم لم يسكن المنطقة لآلاف السنين بعد حدث "التبريد الجليدي"، بينما يعود تاريخ أقدم بقايا بشرية معروفة في أوروبا إلى نحو 1.4 مليون سنة، بحسب الدراسة.