ونفذت الحركة هجمات واسعة ضد القوات الحكومية في شرقي الكونغو الديمقراطية، مكنتها من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد قامت خلالها بمهاجمة قرى آمنة، حسبما جاء في تقرير لـ "سبوتنيك"، النسخة الإنجليزية.
ودفع ذلك عدة دول أفريقية لإبرام اتفاقيات عسكرية مع الكونغو الديمقراطية لدعم كينشاسا في مواجهة المتمردين، الذي يمثلون تهديدا لبعض تلك الدول المشتركة معها في مناطق حدودية.
الدعم الكيني
شهد الأسبوع الماضي، توقيع اتفاقية بين الكونغو الديمقراطية وكينيا، تتضمن قيام الأخيرة بتدريب 890 جنديا من جيش الكونغو الديمقراطية، ضمن استراتيجية تعاون طويل الأمد يهدف إلى تخليص المنطقة من المجموعات المسلحة ويدعم الاستقرار الاقتصادي فيها.
يذكر أن الدولتين وقعتا اتفاقية للتعاون العسكري بينهما منذ 2021.
وتنتظر الدول المساهمة في القوة الإقليمية لمجموعة شرق أفريقيا، موقف الكونغو الديمقراطية من تمديد مدة عملها التي من المقرر أن تنتهي، في الـ 8 من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وتضم مجموعة شرق أفريقيا 7 دول هي:
الأوضاع في الكونغو الديمقراطية - سكان محليون تم تهجيرهم من أماكنهم بسبب هجمات متمردي حركة "23 مارس"
© AFP 2023 / ALEXIS HUGUET
ولفت التقرير إلى أن كينيا ليست الدولة الوحيدة التي أبرمت اتفاقية دفاعية مع الكونغو الديمقراطية لمساعدتها في مكافحة التهديد الذي يمثله المتمردون في الجزء الشرقي من الدولة.
دعم بوروندي
يصل طول الحدود المشتركة بين بوروندي والكونغو الديمقراطية إلى 243 كيلومترا، ويعني ذلك أن ما يحدث في تلك المنطقة يمكن أن يؤثر عليها.
ولهذا السبب، وقعت بوروندي اتفاقية تعاون دفاعي مع الكونغو الديمقراطية في الـ 6 من مارس/ آذار الماضي، تتضمن بيع أو إعارة العتاد العسكري بين الدولتين، إضافة إلى التدريب والتخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية المشتركة.
الدعم الأوغندي
وقعت الكونغو الديمقراطية اتفاقية دفاعية مع أوغندا، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2021، تتضمن تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد المجموعات المسلحة في المناطق الحدودية.
اتفاقية تعاون ثلاثي
إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية، التي أبرمتها أوغندا وكينيا وبوروندي مع كينشاسا، فإن الدول الثلاث تشارك في مهام حفظ سلام تم تأسيسها لحفظ الأمن في الكونغو الديمقراطية، منذ الصيف الماضي، ضمن مجموعة شرق أفريقيا.
الأوضاع في الكونغو الديمقراطية - متطوعون ينتقلون إلى مركز تدريب لدعم مهام الجيش في مكافحة متمردي حركة "23 مارس"
© AFP 2023 / GUERCHOM NDEBO
وإضافة إلى الدول الثلاث، فإن قوة حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية تضم قوات من جنوب السودان التي تمتلك حدود مشتركة معها.
دعم مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية
تضم مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية 15 دولة بينها الكونغو الديمقراطية، ولهذا السبب، أعلنت المجموعة في مايو/ أيار الماضي، حشد قوات تابعة لها في شرق الكونغو الديمقراطية لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومنذ 2013، تشارك ثلاث دول في مهام حفظ سلام برعاية الأمم المتحدة في شرق الكونغو الديمقراطية وهي:
جنوب أفريقيا.
تنزانيا.
مالاوي.
وهذه الدول الثلاث هي جزء من مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي أعلنت أخيرا حشد قواتها في شرقي الكونغو الديمقراطية، لكن المهمة الأممية من المقرر أن تنتهي في 2024.
حركة "23 مارس"
تحول متمردو حركة "23 مارس" إلى تهديد متنامٍ للكونغو الديمقراطية خلال السنوات الأخيرة.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، السبت الماضي، أن مسلحين قتلوا 14 شخصا في إحدى القرى، جنوب غربي البلاد.
الأوضاع في الكونغو الديمقراطية - فتاة تقف أمام مدرسة حولها متمردو حركة "23 مارس" إلى موقع عسكري
© AFP 2023 / ALEXIS HUGUET
وجاء ذلك بعد نحو أسبوع من إعلان مقتل 9 أفراد على الأقل، خلال هجوم في مقاطعة كيفو الشمالية، شرقي الكونغو الديمقراطية.
أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في مايو الماضي، أن الهجمات المستمرة التي تنفذها المجموعات المسلحة في الكونغو الديمقراطية جعلت ملايين البشر يواجهون أوضاعا صعبة تشمل التهجير القسري.
ولفتت إلى أن عدد الذين نزحوا إلى مناطق أخرى داخل الكونغو الديمقراطية بسبب هجمات المسلحين وصل إلى 6.2 مليون نسمة، مشيرة إلى أنهم أصبحوا لاجئين داخل بلادهم.
ما هي حركة "23 مارس"؟
كان متمردو حركة "23 مارس" غير نشطين إلى حد كبير لما يقرب من عقد من الزمان، قبل أن يعاودوا الظهور في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
كانت الحركة هي الأحدث في سلسلة من حركات التمرد العرقية التي تقودها عرقية التوتسي وتثور ضد القوات الكونغولية، وذلك منذ تشكيلها عام 2012.