وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس: "في اللحظة الراهنة لا أمل من إنجاز عمليات سلام وإن تم الجلوس على الطاولة، لكن دأبت الأمم المتحدة ومبعوثيها أن تٌحدث ضجيجا كبيرا دون تحقيق شيء على أرض الواقع".
وأشار الشميري إلى أن التحركات الأممية والأمريكية وهي كثيرة منذ بداية الحديث عن التسوية، وتأتي من باب "إقامة حجة تستدعي وجود أو الإبقاء على المبعوث الأممي وفريقه الكبير الذي لا يقوم بشىء ولا يعمل شيء سوى الإحاطات والبيانات وتلك التحركات التي نسمع عنها من وقت لآخر".
ويكمل رئيس مركز جهود بالقول: "هناك عقد كبيرة في دواليب الانفتاح والانفراج في الجانب السياسي، حيث أن الأفق السياسي مغلق تماما، صحيح أن هناك تهدئة في الجانب العسكري إلى حد ما، لكن على الجانب السياسي لا حديث حقيقي ولا قبول حتى من الحوثيين بأي حد معقول من التنازلات، أو من الحديث عن بعض القضايا الكبيرة الجوهرية، هم فقط يتحدثون عن اشتراطات كبيرة جدا وتعجيزية وخيالية".
ويرى الشميري أن الشرعية "لم تحقق إنجازا عسكريا يمكن أن يكون ورقة ضغط أو معزز للذهاب إلى أي عملية تفاوض أو حوار، في اعتقادي أننا قادمون على تجميد وتسكين وترحيل القضية اليمنية لفترة طويلة أشبه بالقضية الفلسطينية وما حصل فيها".
وأوضح أن التداخلات الاقليمية والدولية في اليمن أصبحت "مكشوفة وواضحة"، وهي أيضا تزيد الأمر تعقيدا، ويبدو أن عمان "قد فشلت فشلا ذريعا في جانب التسوية ولم تستطع إحداث تأثير حقيقي في المشهد رغم علاقتها الجيدة بالحوثيين (أنصار الله)".
ولفت الشميري إلى أن الحل سيبقى مرهون بخيارات عسكرية ضاغطة أو ضغوط دولية تستطيع أن تدفع كلفة سياسية وعسكرية واقتصادية في الملف اليمني وتضغط على إيران تحديدا لإنجاز شيء ما في الملف السياسي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، إلى منطقة الخليج، الاثنين الماضي.
وأوضحت في بيان لها، أن زيارة ليندركينغ تهدف إلى "دفع الجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لتوسيع الهدنة في اليمن، وإطلاق عملية سلام شاملة".
وقالت الخارجية الأمريكية في بيانها: "أمريكا ملتزمة بدعم حل للصراع اليمني في أقرب وقت ممكن، نحن نعمل عن كثب مع الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والشركاء الآخرين، للبناء على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي قدمت أطول فترة هدوء منذ بدء الحرب، وتمكين اليمنيين من تشكيل مستقبل أكثر إشراقا لبلدهم".
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.