وقالت إباكريم، في حديثها مع "سبوتنيك"، إن الانضمام إلى مجموعة بريكس وحضور لقاء بريكس / أفريقيا في جنوب أفريقيا، مسألتان مختلفتان تماما، وأن مجموعة "بريكس" تأسست من أجل الاهتمام بقضايا جيواستراتيجية ذات بعد اقتصادي، يهدف لخلق توازن دولي يضع حدا للهيمنة والاستغلال الناتجين عن نظام القطب الواحد، الذي كرس سيطرة مجموعة من الدول الغربية، والتي أدى بها جشعها إلى توريط العالم في أزمات مالية متتالية تسببت في تأزيم الوضع الاجتماعي لمئات الملايين من الأسر عبر العالم، مع ضرورة الانتباه لعدم استخدام أي دولة عضويتها في أهداف أخرى غير ذلك"، وفق قولها.
ومضت البرلمانية المغربية بالقول: "كما أدى بها جشعها (الدول الغربية) إلى استغلال تحكمها في تدفق السيولة المالية، من خلال طبع الأوراق المالية من غير رصد ما يعادلها من الضمانات المادية، واستعمال تلك الأوراق المالية المجوفة لاقتناء المواد الأولية والمصنعة من الدول النامية".
ومضت بقولها: "إذا كان هذا هو الهدف الأسمى لمجموعة بريكس والذي سيؤدي إلى تخليق المبادلات التجارية بين الدول ووضع حد لحالة الفوضى التي تسود المعاملات المالية والنقدية بين الدول، فإن جنوب أفريقيا مع الأسف حاولت توظيف "قمة بريكس" لأجل تصريف عدوانيتها تجاه المغرب في ملف يعتبر شأنا داخليا للمملكة ولا علاقة لمجموعة بريكس به".
وأشارت إباكريم إلى أن المغرب أكد أكثر من مرة وكما جاء بصريح العبارة في خطاب الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 20 أغسطس/ آب 2022 ، أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
واستطردت: "خلال مثل هذه اللقاءات يكون المغرب حاضرا رغم غيابه من خلال حرص العديد من الدول على التعبير عن أسفهم لغياب المغرب الذي يعتبر عضوا بارزا في الاتحاد الأفريقي ويضطلع بدور مهم في الساحة الأفريقية".
ولفتت إلى أنه "في قمة روسيا وأفريقيا التي انعقدت بسان بطرسبورغ قبل شهر، 28 يوليو/ تموز 2023، دعت روسيا 54 دولة أفريقية أعضاء في الاتحاد الأفريقي ولم يتم دعوة "البوليساريو"، حيث حضر المغرب ممثلا بوفد يرأسه رئيس الحكومة، الذي كان أول من تناول الكلمة لإلقاء كلمة الملك محمد السادس ملك المغرب، ولهذا نجد أن قمة روسيا / أفريقيا كانت قمة ناجحة بحيث انتهت بقرارات ملموسة من شأنها تعزيز الشراكة في الغذاء والأمن والتكنولوجيا".
وبشأن مدى تأثير ما حدث في جنوب أفريقيا على علاقة المغرب بمجموعة بريكس، أكدت إباكريم أن "المغرب لن يتردد في الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، متى توفرت الظروف الملائمة لذلك"، وفق قولها.
وتابعت "كما أن المغرب دائم الاستعداد للانخراط في أية اتفاقية تحترم مقوماته وثوابته، وعلى رأسها وحدته الترابية، ويحقق من خلالها مصالح اقتصادية ذات نفع متبادل" .
وأكدت البرلمانية المغربية حرص بلدها على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، خاصة في ظل التوجه لتنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي والاقتصادي.
وتابعت أن كلمة الملك تضمنت: "في هذا الإطار، تندرج زيارتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، والتي تميزت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في العديد من المجالات الحيوية، كما نتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند وجمهورية الصين الشعبية، التي سنقوم بزيارتها قريبا".
وأكد ملك المغرب على أن "المغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد، وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم".
وفي وقت سابق، قال المغرب على لسان مصادر، إنه لم يتقدم بطلب رسمي لعضوية بريكس، مشيرا إلى إخفاقات بشأن العملية التنظيمية من جانب جنوب أفريقيا.
وأعرب قادة مجموعة "بريكس" في بيانهم الختامي، الذي صدر اليوم الخميس، عن قلقهم بشأن استخدام التدابير الأحادية الجانب التي تؤثر سلبًا على الدول النامية.
وأيد قادة مجموعة "بريكس" إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن، من أجل إضفاء المزيد من الديمقراطية والفعالية على المنظمة.
وجاء في نص البيان الختامي، عقب القمة المنعقدة حاليًا في مدينة جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا: "إننا نعرب عن قلقنا إزاء استخدام التدابير القسرية الانفرادية، التي لا تتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتؤدي إلى عواقب سلبية خاصة في البلدان النامية".
وأضاف: "نؤكد من جديد التزامنا بتعزيز وتحسين الحوكمة العالمية من خلال تشجيع نظام أكثر مرونة وفعالية وكفاءة... نظام دولي متعدد الأطراف ديمقراطي وخاضع للمساءلة".
وتابع البيان: "ندعو إلى زيادة مشاركة الأسواق الناشئة والدول النامية في المنظمات الدولية ومنتديات متعددة الأطراف".