ولذلك فإن الاستحقاق الآتي المتعلق بهذا الاستقرار هو دفع رواتب القطاع العام، فالكتلة النقدية التي يتطلبها هذا الاستحقاق هي نحو 7 تريليون ليرة، وإذا جرى دفع الرواتب بالليرة اللبنانية سيؤدي ذلك في غياب القوانين الإصلاحية المطلوبة والتدابير الحكومية، إلى الضغط على سعر الصرف، لذلك سيتم دفع رواتب القطاع العام للشهر الجاري بالدولار الأميركي وعلى سعر 85500 ليرة للدولار الواحد.
مر قرابة شهر على المؤتمر الصحفي الأول الذي شددت فيه على ضرورة إقرار قوانين في خلال 6 أشهر للبدء بمسار التعافي المالي كون الوضع النقدي لا يتحمل مماطلة أكثر، للأسف لم يتحقق شيء على هذا الصعيد والأسوأ أنه يتبين عدم وجود الحد الأدنى من التوافق السياسي، لذا أعود وأكرر إن كل يوم نخسره دون صدور هذه القوانين تزداد فيه الخسارة وتضمحل فرص الحل وتزداد معاناة المودعين في انتظار إيجاد حل لاسترداد ودائعهم، ولا أملك إجابة اليوم لأي مودع عندما يسألني عن مصير وديعته.
وهنا لا بد من أن أدق ناقوس الخطر وأن أحذر أن حال المراوحة الحاضر والتأخير من إقرار القوانين الإصلاحية يؤدي إلى تنامي الاقتصاد النقدي، ما يؤثر سلبا على الاستقرار الاقتصادي السليم والمستدام ويعرض لبنان لمخاطر عزله عن النظام المالي الدولي، ولذلك أثر سلبي كبير على الاقتصاد وحياة المواطنين وعلى مستقبل القطاع المصرفي.