وفق الخبراء، فإن ترسانة المغرب تتضمن العديد من الطائرات المسيرة دون طيار، منها التركية والصينية، والإسرائيلية وكذلك الأمريكية.
ما علاقة الجزائر
تتباين آراء الخبراء بشأن وتيرة التسليح التي ينتهجها المغرب مؤخرا، فمنهم من يربطها بالتهديدات الأمنية المتمثلة في الإرهاب والتقلبات في منطقة الساحل ويستبعد علاقتها بالتوترات مع الجزائر، غير أن خبراء ضمنوا التوترات مع الجزائر ضمن التهديدات التي تحيط بالمغرب وتدفعه لرفع جاهزيته العسكرية.
وفي وقت سابق، ذكرت الجزائر أن التوترات مع المغرب كادت تصل إلى درجة الحرب، لكنها فضلت قطع العلاقات.
وذكر تقرير أن الإنفاق العسكري المغربي وصل إلى نحو 5 مليارات دولار أمريكي خلال سنة 2022.
وفق التقرير الذي حمل عنوان "اتجاهات الإنفاق العسكري في العالم لسنة 2022″، قال إن الإنفاق العسكري لكل من المغرب والجزائر يمثل 74 في المئة من مجموع إنفاق بلدان شمال أفريقيا الذي يقدر بـ19.1 مليار دولار، أقل بـ3.2 في المئة مما كان عليه في عام 2021، ولكن لا يزال أعلى بنسبة 11 في المئة مما كان عليه في عام 2013.
جانب آخر في توجه المغرب نحو تركيا، يفسره الخبراء بأنه ناتج عن سياسة الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا، المتعلقة بعدم مد الدول بتكنولوجيا السلاح وعدم توطينه، ما يجعل البلد المستورد رهينة للدول المصدرة، في حين أن الرباط تسعى لتوطين الأسلحة، وعلى هذا الأساس تعمل على تنويع مصادر السلاح.
بدء المفاوضات
وبحسب مصادر ذكرتها "هسبريس"، بدأت المفاوضات بالفعل في هذا الاتجاه، ويأتي هذا بعد اقتناء 19 وحدة من طائرات "Bayraktar TB2" من الشركة التركية نفسها في عام 2021.
وتحتوي طائرة "أكينجي" على رادارات تمكنها من رد الأهداف المعادية على بعد آلاف الكيلومترات، ويمكن أن تستهدف مئة هدف مرة واحدة، وتستطيع حمل صواريخ ذكية يمكن أن تطلقها على بعد آلاف الكيلومترات"، وفق المصدر.
دورها التكتيكي
يقول الشرقاوي الروداني، الأكاديمي والخبير العسكري المغربي لـ"سبوتنيك"، إن الطائرات المسيرة تلعب دوراً كبيراً على المستوى العملياتي والتكتيكي، وبالتالي فإن حصول المغرب عليها يأتي لمواجهة كافة التهديدات المحيطة، خاصة في ظل التقلبات التي تحدث في غرب أفريقيا.
نشاط الجماعات الإرهابية
يتوقع الخبير الأمني "زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة، أمام حالة عدم اليقين التي أصبحت تعرفها مجموعة من الدول في منطقة غرب أفريقيا".
ويرى الروداني أن الطائرات المسيرة التركية عرفت خلال السنوات تطورا كبيرا في الخصوصيات التقنية الفنية وكذلك على مستوى القدرات العملياتية ما جعلها تستحوذ على اهتمام كبير من طرف القوات المسلحة لدول عديدة من بينها المملكة المغربية.
وبرأيه، فإن الطائرات التركية أثبتت فعاليتها على المستوى الميداني، كما جرى في العديد من الساحات.
دولة صاعدة
برؤية أخرى، يقول الخبير الأمني المغربي، إدريس قصوري، إن اهتمام المغرب برفع قدراته التسليحية، يأتي في الإطار العادي الذي تنتهجه جميع الدول.
ويرى في حديثه مع "سبوتنيك"، أن عنصر القوة شرط مهم للاعتراف بأية دولة في إطار قيامها بما تقتضيه ظروف توفير الأمن الداخلي وحماية الحدود بشكل احترافي.
يضيف في حديثه: "هناك فرق بين من يتسلح للتهديد والاعتداء والهجوم، وهذه عقيدة العديد من الدول، وهناك من يتسلح للدفاع والتحصن وحماية السيادة".
ويشير إلى أن تسلح المغرب يأتي في إطار توفير كل عناصر الدولة المتوسطة، إذ سبق أن أعلن بأنه دولة صاعدة، ويسعى لأن يمتلك شروط الدولة الصاعدة المتوسطة.
تنويع مصادر السلاح
ويرى أن اتجاه المغرب لشراء الأسلحة التركية يأتي في إطار بحثه عن تنويع مصادر السلاح، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي، حين يبيع السلاح يظل يتحكم في تكنولوجيته، ويستعمل مفتاحها ضد المشتري عند الضرورة كما فعل مع القذافي.
وشدد على أن المغرب بات يشترط لشراء السلاح نقل التكنولوجيا وأسرارها إليه، والعمل على توطينها، وتدريب موارده البشرية.
وفق الخبير الأمني، فإن تسلح المغرب ليس له علاقة بتهديدات ما، وأنه يعمل من أجل امتلاك مقومات الدولة الصاعدة.
في السابق، تحدث الرئيس الجزائري عن أن قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا عن الحرب معها، لكن الخبير الأمني المغربي يستبعد العلاقة بين رفع وتيرة تسليح المغرب، وأي خلاف مع الجانب الجزائري.
تهديدات محيطة
في الإطار، يقول الخبير الأمني إحسان الحافظي، إن العديد من التقارير الأمنية تشير إلى أن الجماعات المتطرفة كسبت المزيد من الأراضي في منطقة الساحل والصحراء، وهي تشكل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي للمغرب، ضمن ما يطلق عليها بالمجال الأمني الحيوي للمملكة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك" أن تهديدات أخرى تتمثل في الجريمة العابرة للحدود، هي أيضا ضمن عوامل الخطر المشكلة في المنطقة.
برؤية مغايرة، يرى الحافظي أن سرعة المغرب في رفع وتيرة التسليح تزايدت منذ إطلاق الجزائر لحملاته التصعيدية ضد المملكة، وتهديداته التي لم تتوقف منذ ذلك التاريخ.
بشأن التوجه نحو تركيا، يرى الخبير الأمني أن استراتيجية التسليح المغربية تقوم على تنويع الأسواق وعدم ارتهان الترسانة العسكرية على سوق واحدة، بما يحمله ذلك من مخاطر لها علاقة بالعلاقات السياسية بين الرباط والدول الموردة لصفقات التسليح نحو المملكة.
ويشير إلى أن الاعتماد على سوق واحدة يحمل إكراهات غير معلنة، خاصة حين يتعلق الأمر ببلدان الاتحاد الأوربي، وخاصة فرنسا التي لا تتردد في تعاطيها مع بلدان أفريقيا في استخدام كل الأوراق لأجل الضغط، ومنها ورقة التسليح.
تنويع الترسانة العسكرية
فيما يقول الباحث في الدراسات الاستراتيجي، المغربي محمد الطيار، إن بلاده تسير بخطى واثقة من أجل تنويع ترسانتها العسكرية، بأسلحة نوعية ذات تقنية عالية ونوعية، تواكب التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الدفاع.
ويوضح أن سعي المغرب للحصول على طائرة "أكينجي" دون طيار التركية، المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المزدوجة، يأتي في إطار التعزيز والتنويع.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك" أن "سبق للمغرب الحصول من تركيا سنة 2021 على 19 طائرة مسيرة من نوع بيرقادر 2، وأثبتت قدرتها على القيام بالعديد من المهام الاستطلاعية والقتالية".
وأوضح أن الترسانة العسكرية تضم العديد من الطائرات المسيرة دون طيارن ومنها التركية، والإسرائيلية، والصينية، وكذلك الأمريكية.