تباين برلماني بشأن الدعوات إلى "تعديل حكومي" في المغرب

مع الدخول السياسي والبرلماني الجديد في المغرب، تصدرت المشهد دعوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لتعديل حكومي، وسط تباين برلماني بشأن الخطوة.
Sputnik
ودعا المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في بيان، إلى إحداث تعديل حكومي الذي أشار إلى أنها "مطالبة بتدقيق زاوية معالجة الميزانية العامة للبلاد، من خلال الإبداع والابتكار في مقومات قانون المالية، بناء على ما جعلته الإرادة الملكية ثابتا بنيويا في الحياة المؤسساتية".

تباين الآراء

تأتي الدعوات في ظل غلاء معيشة تشهده جميع الدول ولا يقتصر على المغرب فقط، لكن الدعوة التي أطلقها الحزب ترافقها بعض الآراء بأن هناك العديد من الملفات لم تنجز حسب الموعد الذي حددته الحكومة.
رئيس الفريق "الحركي" بالمغرب: هناك رغبة لتطوير التعاون بين الرباط وموسكو في جميع ‏المجالات
في المقابل تشير الآراء الأخرى إلى أن الحكومة قدمت كل ما يمكن القيام به في ظل تحديات اقتصادية عالمية، فرضت تداعياتها على العالم بأسره.

إنجازات حكومية

وفي فبراير/ شباط الماضي، عدد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أبرز إنجازات الحكومة في السنة الأولى من ولايتها، في المقدمة منها نجاحها في تفعيل ورش التغطية الصحية الإجبارية، وفق الأجندة الزمنية اللي حددها جلالة الملك، عبر رفع نسبتها من %40 إلى %100، خصوصا بعد إدماج حوالي 4 ملايين أسرة من الفئات الهشة المسجلة بنظام "راميد"، مع أداء مساهماتها".
ويجرى التغيير الحكومي في المغرب عادة عبر مبادرة ملكية، أو من خلال موافقة الملك على مقترح يتقدم به رئيس الحكومة.

دعوات لتعديل حكومي

قالت البرلمانية المغربية، النزهة إباكريم، إن التعديل الحكومي في المغرب يكون بمبادرة من الملك محمد السادس، أو موافقته على مقترح من رئيس الحكومة.
وأضافت في حديثها مع "سبوتنيك"، أن "المغرب ينتصر دائما لمصلحته العليا على طموح الأفراد والجماعات، إذ دأبت الحكومات السابقة على إجراء التعديلات كلما دعت المصلحة الوطنية إليه، أي أنه ليس مجالا للمزايدات السياسية".
برلماني مغربي: مستقبل العلاقات بين المغرب وروسيا مشرق ويشهد تطورات مهمة
ولفتت البرلمانية إلى أن التعديل المطالب به في الوقت الراهن، يأتي في إطار الحرص على ضخ دماء جديدة في مكونات الحكومة، من أجل تسريع الأداء بشأن الأوراش الخاصة بتفعيل النموذج التنموي الجديد.
وتابعت البرلمانية: "يتعلق الأمر أساسا بورش الحماية الاجتماعية، وورش السجل الاجتماعي الموحد، إصلاح التعليم والصحة، توفير الشغل والسكن، البرنامج الوطني للماء، تعديل مدونة الأسرة، وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وغيرها من الإصلاحات الضامنة لاستقرار بلادنا وتمتع مواطناتها ومواطنيها بجميع الحقوق المكفولة لهم في الفصل 31 من الدستور".
واستطردت إباكريم "كما جاء في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش 2023، "فاليوم وقد وصل مسارنا التنموي إلى درجة من التقدم والنضج، فإننا في حاجة إلى الجدية للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة.. الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية، من خلال خدمة المواطن واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين والترفع على المزايدات والحسابات الضيقة".
برلمانية تكشف نقاط الخلاف بين المغرب وجنوب أفريقيا وسبب عدم المشاركة في قمة "بريكس"
وترى إباكريم أن "الحكومة مطالبة بالكف عن البحث عن أعذار للتأخير الذي تعرفه كل الأوراش المفتوحة، طبقا للآجال والأجندات، سواء منها تلك التي حددها ملك البلاد أو التي حددتها الحكومة نفسها".
وطالبت بضرورة "أن تعيد الحكومة ترتيب أولوياتها بتبني الإبداع والابتكار في مشاريع قوانينها المالية، والبحث عن كفاءات أخرى إن اقتضى الأمر".

نجاح غير مسبوق

في المقابل تقول البرلمانية فطيمة بن عزة عن حزب الاستقلال "المشارك في الائتلاف الحكومي"، إن الحكومة الحالية قدمت أكثر مما يجب أن تقدمه في ظل تحديات صعبة.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الحكومة السابقة ظلت 10 سنوات ولم تحقق أي شيء، في حين أن الحكومة الحالية قدمت خلال عامين نتائج هامة وملحوظة.
المغرب يكشف حقيقة طلب الانضمام إلى "بريكس"
ولفتت البرلمانية إلى أن الأزمات الاقتصادية فرضت العديد من الانعكاسات على جميع الدول، وفي المقدمة منها غلاء المعيشة الذي تشهده جميع الدول، وليس المغرب بمفرده.
وأشارت إلى أن الحكومة قدمت العديد من أوجه الدعم للمواطن عبر صندوق "المقاصة"، لتخفيف الأعباء الاقتصادية على الشعب عبر العديد من المقاربات.
وأشارت إلى أن الدعوات لتغيير حكومي تأتي في إطار "المناكفة السياسية"، في حين أن النتائج التي قدمتها الحكومة بالمقارنة مع التحديات هي إيجابية.
ولفت إلى أن وجود بعض القصور في ملفات بعينها، لا يعني التقصير من الحكومة التي تستمر في العمل من أجل إصلاح التراكمات التي ضاعفتها الأزمة الاقتصادية الحالية، وأن الاستمرار في معالجة بعض الجوانب ومنها ملف الصحة وارتفاع الأسعار مستمر، مع مراعاة أن المغرب تستورد النفط والغاز من الخارج.
مناقشة