على بعد نحو 100 كيلو متر من مدينة مراكش المغربية، في رحلة استغرقت نحو ثلاث ساعات، وصلنا إلى منطقة أمرزقان-بإقليم ورزازات (جنوب شرق)، التي تقع على ارتفاع أكثر من 1400 متر بين قمم جبلية شاهقة، لم يبق من عشرات المنازل سوى مأذنة المسجد، وبعض الشجر والطير الذي حالفه الحظ ونجا.
تقع المنطقة على قمة جبلية، تطل على منخفضات ووديان خضراء، اسود لونها من الحزن على ساكنيها الذي روت دماؤهم الجبال العطشى.
هنا جميع منازل المنطقة هوت في لمح البصر، على رؤس ساكنيها، هرب من استطاع، وأُنقذ من بقي له من العمر شيئا.
وفق روايات أهالي المنطقة فإن النسبة الأكبر من الضحايا هم الأطفال (يسمون الدراري في المنطقة أي الأطفال الصغار" الذين لم يتحملوا انهيارات المنازل.
تقول عائشة سيدة أربعينية من ساكنة "دوار أمرزكان"، إن لحظة وقوع الزلزال كان السكان يهمون إلى النوم، إذ اعتادوا الاستيقاظ مبكرا.
تضيف في حديثها مع "سبوتنيك"، أن نحو 19 من أهل الدوار فارقوا الحياة تحت الأنقاض، فيما أصيب نحو 7 من أهل المنطقة، ونجا بقية الساكنة الذين تمكنوا من الهرب، أو تم انتشالهم من تحت الأنقاض.
توضح عائشة أن جميع مناطق الدوار تهدمت بالكامل، وقتلت المواشي والطيور أيضا. مشيرة إلى أن المساعدات التي وصلت إليهم من كل المناطق خففت المعاناة التي وقعت في الأيام الأولى إذ انهارت الطرق وحالت دون الوصول إليهم.
وفق عائشة، توفي شقيقيها ونجله، كما جرت عمليات الإنقاذ في اللحظات الأولى بجهود الأهالي الذين نجوا، خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي مباشرة ما حال حتى الصباح دون الوصول إليهم.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أعلنت السلطات انهيار نحو 50 ألف منزل بشكل كلي أو جزئي على خلفية الزلزال الذي ضرب مدنا مغربية يوم الجمعة الماضي مخلفا آلاف القتلى والجرحى.
وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر عن مقتل 2946 شخصا وإصابة 5674.