الفقراء قبل الأغنياء... المغاربة يقدمون ملحمة في التضامن وتقديم الدعم العاجل للمناطق المنكوبة.. صور

من طنجة إلى القويرة وجميع مدن المغرب، خرجت قوافل المساعدات في مشهد مهيب، إذ اصطفت آلاف السيارات على الطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة من الزلزال، في إقليم الحوز وأكادير، وغيرها من المناطقة الأخرى.
Sputnik
خلال جولتنا في العديد من المناطق المتضررة، لا نكاد نمر على منطقة أو ساحة إلا وجدنا فيها مساعدات من مدينة مغربية أخرى.
خرجت القوافل من مدينة العيون في أقصى الجنوب ووصلت إلى إقليم الحوز، كما هو الحال بالنسبة للقوافل التي خرجت من الدار البيضاء ومن فاس والرباط ومراكش وحتى المناطق التي تضررت جزئيا همت بإرسال المساعدات للمناطق الأكثر ضررا.
1 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
2 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
3 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
4 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
5 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
6 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
7 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
8 / 10
طفل مغربي في العاشرة من عمره يحمل المساعدات على رأسه لنقلها إلى المناطق المنكوبة
9 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
10 / 10
مدنيون في المغرب يجمعون المساعدات لإرسالها للمناطق المنكوبة
قدمت الحكومة المغربية والسلطات العسكرية الدعم العاجل لجميع المناطق، شملت الخيام والمساعدات الغذائية والمعيشية والمستلزمات الطبية عبر الطائرات العسكرية، التي كانت تتجه باستمرار نحو قلب جبال الأطلس.
لم تقتصر المساعدات المقدمة هنا على مؤسسات المجتمع المدني، أو الشركات والسلطات الرسمية، بل كان التضامن الأهلي هو اللافت للنظر، إذ يقوم الأهالي بأنفسهم بجمع التبرعات من مناطقهم وإرسالها إلى المناطق المتضررة أو إلى مناطق تجميع المساعدات.
أقمار صناعية ترصد "تحرك الأرض" بعد زلزال المغرب

مناطق تجميع المساعدات

يقول أمين الوزاني، من الدار البيضاء، الذي يتواجد في منطقة تجميع المساعدات على الطريق المؤدية إلى إقليم الحوز: "نقوم هنا باستلام المساعدات من المحسنين من كل المناطق، التي يحملونها على سياراتهم الخاصة من أجل إرسالها إلى المناطق المتضررة".
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "المساعدات التي يأتي بها الأهالي تتضمن الملابس والأغذية والمستلزمات المعيشية من أسرة وبطانيات وفراش، فيما يقوم المتطوعون بفرزها وإحصاءها من أجل إرسالها للمناطق المتضررة وفق الاحتياجات".

تضامن أهلي غير مسبوق

فيما يقول أحمد ياسر، من مدينة بن سليمان جهة الدار البيضاء، إن "أهالي المدينة جمعوا كل ما باستطاعتهم لإرساله للمناطق المنكوبة".
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الفقراء والأغنياء وحتى من هم في أمس الحاجة للمساعدات، حملوا ما في ديارهم لتقديمه للمغاربة المتضررين في المناطق المنكوبة".
فيما تقول فدوى الملياني، من مدينة فاس، إن "الشعب المغربي عرف عنه تضامنه ووقوفه وقفة واحدة في الشدائد دائما".
متطوع لجمع المساعدات يصف لـ"سبوتنيك" حالة التضامن الواسعة من جميع مدن المغرب... فيديو
تضيف الملياني في حديثها مع "سبوتنيك"، أن "المغاربة لم ينتظروا المساعدات الدولية لإغاثة أهلهم في المناطق المتضررة، بل قدموا كل ما في ديارهم بالموازاة مع المساعدات التي قدمتها السلطات الرسمية".
توضح الملياني أن "الفقراء قبل الأغنياء قدموا كل ما باستطاعتهم لإرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، حتى أن البعض أخرج آخر ما لديه في داره ليرسلها إلى المناطق المنكوبة هناك".

وصول المساعدات إلى المناطق النائية

في قلب جبال الأطلس، وعلى ارتفاع نحو 4 آلاف كيلو متر وجدنا المساعدات من أقصى مدن الجنوب والشمال، والشرق والغرب المغربي. كانت الحاجة الماسة تتمثل في الخيام، إذ دمر الزلزال العديد من المناطق بشكل كامل، ما اضطر الأهالي للإقامة في العراء في المخيمات التي أقيمت لهم.
لم تبق قرية أو منطقة لم تصل إليها المساعدات، بل حرص الأهالي على إقامة نقاط تجميع المساعدات في مناطق متفرقة على الطرق، التي يبلغ طولها أكثر من 100 كيلو متر، ومنها يأخذ كل متضرر احتياجاته المعيشية أو الغذائية إذا مر من جانبها، إضافة إلى ما يتم إرساله للقرى المنكوبة.
مواطن مغربي يتجه بقافلة مساعدات من الدار البيضاء إلى المناطق النائية في الحوز
في كل منطقة تتواجد فيها الخيام، تتواجد أطنان المساعدات الغذائية، وحقائب الملابس والأحذية وجميع ما يلزم المتضررين، ومن ثم يأتون لياخذوا ما يريدون ومايلبي احتياجاتهم.
مشهد آخر كان لافتا وجدناه في العديد من مناطق إقليم الحوز، إذ حرص الأطفال على حمل المساعدات على ظهور البغال لنقلها إلى المناطق، التي استحال وصول السيارات إليها بسبب الانهيارات التي وقعت في الطرق.
حتى اليوم الثامن من الزلزال، تتواصل قوافل المساعدات المحلية قبل الدولية إلى المناطق المتضررة.
أما مطالب سكان المناطق المتضررة فهي تقتصر على إعادة تشييد منازلهم حتى لا يظلوا في العراء طويلا، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة على قمم جبال الأطلس.
مناقشة