أصدرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، بيانا، قالت فيه: "تم التوصل إلى اتفاق لتعليق تدابير عملية مكافحة الإرهاب، وذلك بشرط إلقاء القوات المسلحة الأرمينية والتشكيلات المسلحة غير الشرعية الموجودة في إقليم قاره باغ أسلحتها، ومغادرة المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع الأسلحة بشكل كامل ومغادرة الأراضي الأذربيجانية".
ومن جانبها، دعت وزارة الخارجية الروسية، الأطراف المتنازعة في الإقليم إلى وقف القتال وسفك الدماء على الفور، والابتعاد عن التسبب في سقوط ضحايا مدنيين على الفور.
هدوء نسبي
وفي حديث لوكالة "سبوتنيك"، مع الخبير في العلاقات والنزاعات الدولية والرئيس المناوب لمركز "اتجاهات للدراسات"، أحمد الحاج علي، قال تعليقا على الموضوع:
هناك مشكلة المعابر في الإقليم، وهناك عدة اتفاقات وتفاهمات أبرمت، في 2020، بعد اندلاع الحرب الثانية في قره باغ، ولكن عمليا هناك بعض التفاصيل لم تستكمل ولم يتم تنفيذها بشكل كامل، وبالطبع التدخل الأمريكي هو من يردي إثارة الفتنة بين دول الإقليم بين أرمينيا وأذربيجان، أو بين روسيا وتركيا وأذربيجان، وأيضا إشراك إيران في هذا الصراع.
وأشار الحاج علي إلى أن "التفاهمات الإيرانية الروسية والتركية، تتفوق على التدخلات الأجنبية الغربية وعلى المتغيرات في توجهات باشينيان باتجاه الغرب، ونحن نعلم بأن هناك أنباء تفيد بأن الهند كانت تزود أرمينيا بالسلاح بضمان فرنسي، وطهران تدرك خطورة هذه النهضة، لذلك لا روسيا ولا إيران ولا تركيا، تريد أن تكون طرفا في هذا الصراع".
روسيا ضامن موثوق
كما رأى الخبير في العلاقات والنزاعات الدولية والرئيس المناوب لمركز "اتجاهات للدراسات"، بأن "الأفضل هو أن يتم تنفيذ بنود الاتفاقيات، التي تمت في 2020، وبضمانة روسية، وروسيا هي الضامن الموثوق الأكثر قدرة على ضبط الوضع في هذا الإقليم، ونحن ندرك النوايا الخفية وغايات الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل "الهجوم المضاد" على مسرح العمليات في أوكرانيا، وترغب في فتح جبهة أخرى بديلة للصراع تورط فيها روسيا، وربما تركيا وإيران وأرمينيا وأذربيجان في هذا الصراع".
وتابع الحاج علي: "لهذا نأمل بأن يسود الوعي الإقليمي بين جميع الأطراف ويدركوا بأن التوجه نحو الغرب لم يعد يجدي نفعا، والسبيل الوحيد لتجاوز هذه النزاعات التي لها جذور عبر عشرات السنين هو تكريس التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الأطراف".
حرب لمئة عام
وأوضح الحاج علي لوكالة "سبوتنيك"، بأنه "لا يوجد خيار أمام دول الإقليم سوى التوصل لتكريس وقف إطلاق النار، فإن لم تتمكن هذه القوى الإقليمية من إخراج الأمريكي خارج معاملة النفوذ في القوقاز، قد نكون على أبواب حرب جديدة هناك تدوم لمئة عام".
سيادة أذربيجانية على الإقليم
واختتم الحاج علي بالتأكيد على ضرورة تنفيذ بنود اتفاقيات 2020، لتهدئة الأوضاع في المنطقة، وأردف، قائلا: "روسيا على مسافة واحدة مع أرمينيا وأذربيجان، ولها مصالح مشتركة مع كليهما، وهي لا تريد أن يدخل حلف "الناتو" إلى بحر قزوين، وكذلك هو الموقف الإيراني، أما بالنسبة لإقرار باشينيان بسيادة أذربيجان على قره باغ، فهو من حيث القانون الدولي طبعا هناك سيادة، ولكن الإدارة الذاتية هناك تتصرف تحت التأثير الأرمني، الذي باتت هناك تأثيرات غربية على السلوك في هذا الإقليم، والمشكلة تكمن في ضرورة استكمال الاتفاقيات المبرمة عام 2020، والمشكلة في المعابر للوصول إلى هذا الإقليم".
ناغورني قره باغ هي منطقة في القوقاز، كانت منذ فترة طويلة موضوع نزاع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان. الغالبية العظمى من السكان هم من الأرمن، وفي عام 1923، حصلت المنطقة على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
في عام 1988، بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، وفي 2 سبتمبر/ أيلول 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغيير الاسم إلى جمهورية ناغورني قره باغ.
منذ عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد، وكانت تلك عمليات عسكرية واسعة النطاق، قتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص.
وفي عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن وضع الجمهورية لم يتحدد أبدًا.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول 2020، استؤنفت الأعمال القتالية في قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، والتي كانت استمرارًا لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا، ليلة 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، التوصل لاتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار بشكل كامل، بدعم من موسكو، والبقاء في المواقع المحتلة وتبادل الأسرى وجثث القتلى.