وحسبما أفادت إدارة الرئيس الأذربيجاني، أوضح علييف في اتصال هاتفي، بمبادرة من بلينكن، أن "أذربيجان اضطرت إلى بدء عمليات مكافحة الإرهاب ذات الطابع المحلي في المنطقة لمنع تصعيد جديد من قبل أرمينيا في قره باغ".
وشدد على أن خلال عمليات "مكافحة الإرهاب" هذه، لا يتعرض السكان المدنيون والبنية التحتية للقصف، وإنما يتم استهداف أهداف عسكرية مشروعة فقط.
وأفاد علييف بأن إدارة الرئيس قد دعت ممثلي السكان الأرمن في منطقة قره باغ للحوار عدة مرات، لكنهم رفضوا ذلك، ومع ذلك، تمت دعوتهم مرة أخرى للمشاركة في الحوار خلال عمليات مكافحة الإرهاب المحلية.
وأضاف علييف أن عمليات مكافحة الإرهاب ستتوقف إذا تم تسليم الأسلحة وتم تفكيك القوات الأرمينية.
من جهته، عبّر بلينكن عن قلقه من الوضع ودعا إلى وقف إطلاق النار وأعلن دعم الولايات المتحدة للحوار المباشر بين باكو وممثلي السكان الأرمن في منطقة قره باغ.
وفي وقت سابق، صباح اليوم الأربعاء، ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن "عمليات مكافحة الإرهاب المحلية في قره باغ مستمرة بنجاح، وتم تدمير مواقع القوات المسلحة الأرمينية والمعدات العسكرية".
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية "لمكافحة الإرهاب" في قره باغ بغية استعادة النظام الدستوري.
وفي نهاية أيلول/ سبتمبر 2020، استؤنفت الأعمال القتالية في قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، والتي كانت استمرارًا لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا ليلة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، التوصل لاتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار بشكل كامل، بدعم من موسكو، والبقاء في المواقع المحتلة، وتبادل الأسرى وجثث القتلى.
واتفقت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة روسية، على وقف كامل لإطلاق النار، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، وتبادل الأسرى والجثث، كما تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، بما فيها ممر لاتشين.
ناغورني قره باغ هي منطقة في القوقاز. الغالبية العظمى من السكان هم من الأرمن، وفي عام 1923، حصلت المنطقة على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
في عام 1988، بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، في 2 سبتمبر 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغير الاسم إلى جمهورية ناغورني قره باغ.
ومن عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد؛ وكانت تلك عمليات عسكرية واسعة النطاق، قُتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص.
وفي عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن وضع الجمهورية لم يتحدد أبدًا.
وتتمركز قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة، بما في ذلك ممر لاتشين. وفي العام الماضي، بدأت يريفان وباكو، من خلال وساطة روسياه والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مناقشة معاهدة سلام مستقبلية.
وفي نهاية شهر مايو/ أيار من هذا العام، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن يريفان مستعدة للاعتراف بسيادة أذربيجان داخل الحدود السوفيتية، أي مع قره باغ.
وفي سبتمبر/ أيلول الجاري، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن القيادة الأرمينية اعترفت بشكل أساسي بسيادة أذربيجان على قره باغ. وكما قال الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف، فإن أذربيجان وأرمينيا قد توقعان معاهدة سلام قبل نهاية العام إذا لم تغير يريفان موقفها.