ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، عن الجنرال هاليفي أن الانقسام السياسي الجاري في إسرائيل سيتعمق في المؤسسة العسكرية في بلاده، محذرًا من انتقال حالة التشرذم إلى داخل الجيش نفسه، واصفًا إياه بالخطير.
وجاءت تصريحات الجنرال هاليفي في كلمة له بمناسبة مرور 50 عاما على حرب السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، والتي أوضح من خلالها أن الاستمرار في مهاجمة قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلي هو أمر بالغ الخطورة ويهدد بإلحاق الضرر الكبير بوحدة الجيش في بلاده.
وأكد القائد العسكري الإسرائيلي أن تعمق حالة الاستقطاب والانقسام داخل المجتمع في بلاده يعد ظاهرة خطيرة على خلفية التحديات الأمنية التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي.
وبدوره، حذر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الثلاثاء الماضي، من "خطر حقيقي" يهدد بلاده على خلفية المواجهات التي اندلعت في عدد من الساحات في مدينة تل أبيب بين المصلين خلال "يوم الغفران".
وهو ما جاء في كلمة له خلال إحياء الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل بحرب "يوم الغفران"، في القاعة التذكارية بجبل هرتسل في القدس، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ويشار إلى أن آلاف الإسرائيلييين قد تجمعوا للصلاة عشية "يوم الغفران" في ميادين "ديزنغوف" و"همدينا" و"هبيما" في تل أبيب، لكن منظمي الصلاة من جماعة دينية تطلق على نفسها "روش يهودي"، عمدوا إلى فصل المصلين الرجال عن النساء، ما أثار غضب المصلين وأدى إلى وقوع اشتباكات وتدافع بالأيدي وتجمع المحتجين للتظاهر ضد ما اعتبروه "إكراها دينيا".
وخلفت المواجهات التي حدثت في تل أبيب بين المصلين اليهود، عاصفة عنيفة في الأوساط السياسية، المنقسمة على نفسها في الأساس، جراء تشريعات يمضي الائتلاف الحكومي قدما في تمريرها في الكنيست (البرلمان)، تحد من سلطة القضاء، يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فيما تتظاهر المعارضة ضدها منذ أكثر من 30 أسبوعا، وتصفها بالانقلاب، وتحذر من أن هذه التشريعات التي تأتي ضمن ما عرف بخطة "إصلاح القضاء" ستدمر الديمقراطية في إسرائيل.
وحذر الرئيس الإسرائيلي في كلمته من أنه "في هذا الوقت بشكل خاص، يجب علينا أن نتعلم الدروس ونفهم جيدًا أن التهديد داخل إسرائيل هو التهديد الأكثر حدة وخطورة على الإطلاق".