وأضاف الزوي في مقابلة تلفزيونية على قناة "العربية"، أن "الهدف الأول بالأساس كان استخباراتيا وأتى للرد على دعم الرباط للمعارضة الليبية".
وأشار إلى أن "زعيم البوليساريو الأسبق ومؤسسها الوالي مصطفى السيد، لم يكن انفصاليا، وأن تأسيس الجمهورية الصحراوية لم يكن حتى في خياله، لكن القذافي هو صاحب الفكرة".
وتابع: "الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، قال للقذافي ولدت المولود ووضعته لنا".
وحول إنهاء معاهدة الوحدة المغربية الليبية الموقعة عام 1984، أوضح الزوي أن "الأمر كان بسبب خديعة انطلت على الراحل معمر القذافي من طرف رئيس وزرائه الأسبق عبد السلام جلود، والذي صاغ بيانا يهاجم المغرب إثر استقبال الملك الراحل الحسين الثاني، لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز".
ولفت الزوي، إلى أنه بعد استقبال الملك لرئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 21 يوليو/ تموز من عام 1986 في مدينة إفران المغربية، اعتبر القذافي أن الأمر لا يتعلق بقضية ثنائية، بل بموقف عربي، حيث قرر أن يمضي مع الإجماع العربي بخصوص المغرب سواء كان بالسكوت أو المقاطعة أو حتى مُحاربة المغرب.
وأفاد الزوي بأن "القذافي لم يقم بأي رد فعل بعد زيارة بيريز للمغرب، لكن بعد فترة من ذلك زار الرئيس السوري حافظ الأسد ليبيا، والتقى الاثنان في مدينة سرت، وحينها رفض القذافي إصدار بيان مشترك لكون الأمر يتعلق باجتماع بين قائدي بلدين عربيين، لكن عبد السلام جلود دخل على الخط وأقنع حافظ الأسد بالانتقال معه إلى طرابلس للمبيت هناك".
وواصل: "في العاصمة الليبية صاغ جلود والأسد بيانا مشتركا، في الوقت الذي كان فيه القذافي بعيدا في سرت"، وحمل البيان "شتيمة سيئة للغاية تجاه ملك المغرب، الأمر الذي دفع الحسن الثاني إلى إعلان تجميد الاتحاد بين ليبيا والمغرب"، مشددا على أن "الأمر تصرف شخصي من جلود ومعاكس لرغبة معمر القذافي حينها".
وكشف الزوي أن رئيس الوزراء الليبي السابق عبد السلام جلود "لا يحب المغرب، ويحب الجزائر ودائما كان ميّالا لها"، مضيفا أنه "منذ البداية كان ضد إقامة اتحاد بين ليبيا والمغرب، مفسرا تغاضي القذافي عما فعله بسياسة إعطاء هامش، علما أن القذافي التزم حينها بوقف دعم جبهة البوليساريو بشكل نهائي، ثم اعترف بعد ذلك متأخرا بأنه أخطأ بدعم البوليساريو".
وتعد مشكلة الصحراء الغربية أهم المشاكل المطروحة على الساحة السياسية لدول المغرب العربي على وجه الخصوص؛ وتعد واحدة من أهم الأسباب الرئيسية في توتر العلاقات المغربية - الجزائرية.
وتسعى جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، إلى استقلال الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة يسيطر عليها المغرب منذ انسحاب إسبانيا في عام 1975. ويقترح المغرب منح الصحراء حكماً ذاتياً تحت سيادته.
يذكر أنه باستثناء الجزائر وموريتانيا وسوريا، لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" أي دولة عربية، كما أن موريتانيا وسوريا لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع البوليساريو.
بالمقابل تعترف معظم الدول العربية الفاعلة، بمغربية الصحراء، وقرر بعضها افتتاح قنصليات في مدينتي الداخلة والعيون، كما أن الدول العربية وخصوصا الخليجية تحرص على دعم الموقف المغربي في المحافل الدولية، وخصوصا في الأمم المتحدة.