تحدثت صنيج في لقاء مع "سبوتنيك" عن دراستها لهذا التخصص ورغبتها بمتابعته في روسيا والعديد من الأمور التي تهم محبي الرسم بشكل عام وترميم الأيقونات بشكل خاص.
لتتحدث عن فترتها الدراسية بدءا من كلية الفنون الجميلة بدمشق وحتى سفرها إلى روسيا، قائلة: "بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة في دمشق شاركت في أكثر من معرض لأقرر في 2017 دراسة ما يعرف بـ"كتابة الأيقونة" بـ "أتاليه يسوع المخلص" في جعيتا بلبنان، لتبدأ مشاركتي الأولى في 2018 في هذا التخصص، بمعرض في كنيسة "الصليب للروم الأرثوذكس" في دمشق".
وحول تأقلمها مع الحياة واللغة في روسيا وما إن كانت قد واجهت بعض المشكلات، قالت صنيج: "في البداية واجهت بعض الصعوبات كوني لا أعرف اللغة ولا أعرف أحدا في المدينة، لأقرر تنظيم وقتي بين الدراسة والرسم ونشاطات أخرى".
وأشارت صنيج إلى التعاون والمساعدة التي تم تقديمها لها من طلاب وكادر الجامعة التدريسي، قائلة: " في الجامعة قدموا لي الكثير من المساعدة كوني الطالبة الأجنبية الوحيدة محاولين مساعدتي في تعلم اللغة وإيصال المعلومة بكل الطرق، حتى الأساتذة المشرفين قدموا لي كل المساعدة، وعلى الرغم من دراستي لسنة لغة التي انقطعت عنه دراستها خلال الجائحة، تفهم أساتذتي الموضوع واستجابوا معي ومنحوني الوقت، وفي نفس الوقت بذلت الكثير من الجهد والعمل لألحق بركب الطلاب".
وأشارت ليا إلى أهمية ذلك، قائلة: " هذا الشيء يغذي البصر ويجعل الفنان يستشف ويأخذ تأثير خاص من هذه الأعمال التي يراها والتي أضافت لي الكثير".
كما تحدثت صنيج حول ما قدمه الفن الروسي لها في اكتشاف أمور جديدة وتطوير مهاراتها الفنية، قائلة "كل دولة وحقبة لها أساليبها بالرسم، إن كان بالرسم أو بالأيقونة والمدرسة الروسية تتميز بتقنياتها والأدوات والأساليب المستخدمة، وأنا فرحة لتعلمي هذه الأساليب لأنها لحد ما شاملة، بالمقارنة مع المدارس الأخرى، وسبق وأن اطلعت على المدرسة الإيطالية كيف تعمل والمدرستان (الروسية والإيطالية) متقاربتان، وهذا يعني أن المدرسة الروسية شاملة للكثير من المواد والتقنيات التي يستخدمها الجميع".
وأضافت: "خلال دراستي للماجستير كانت كل حقبة موثقة ومدروسة من حيث المواد التي استخدموها وهذا الشيء يسهل كثيرا من عملية الترميم كما ويسهل على الرسام في الوقت الحالي أن يعرف ما المواد التي يجب ان يستخدمها وكيف يمكن ان تساعده في اختيار الريشة والمادة المستخدمة، على سبيل المثال. فهم يوثقون هذا الموضوع وهو أمر نادر وقليل أن يتم توثيقه ضمن الدول وخلال الحقبات".
وكل ما
استخدمته كان للمرة الأولى ، فعلى سبيل المثال استخدام العزل للوحة أو للأيقونة لم أكن أعرف ما هو الطلاء المناسب لكل نوع وكنا نضع نوع واحد بشكل عام، لم نكن نعرف ما المواد والبذور الداخلة في تركيبه ولم نكن نعرف كيف تؤثر مع الزمن".
مضيفة: "بشكل عام مارست ودرست أشياء لم أمارسها من قبل، ونحن بجامعة دمشق نعتمد أكثر على الأسلوب وطريقة الاستخدام والمدارس، لكن في روسيا الدراسة كانت أكثر باتجاه أو منحى علمي أكثر مما هو يعتمد على إحساس الفنان".
وحول موضوع رسالة الماجستير الذي قدمته، قالت صنيج: "كان موضوعا كبيرا ولم يكن قد أجري عنه دراسة في روسيا من قبل، والذي يتمثل بـ"الأيقونة السورية ومراكزها الرئيسية"، الموضوع لاقى اهتماما كبيرا لأنه لم يكن موجودا من قبل وساعدني أساتذتي بشكل كبير ليكون البحث منظما وليزيد على مجموعة أبحاثهم".
وحول مشاريعها المستقبلية قالت صنيج: "حاليا أعمل على معرض لوحات خاص بي المفروض افتتاحه في الشهر الخامس من السنة المقبلة وبنفس الوقت أعمل على عدد من الأيقونات المنزلية التي يرسلها لي أشخاص لترميمها، وبنفس الوقت أدرس خطة لنشر البحث الذي أجريته على شكل كتاب وقد بدأت بترجمته وأحاول نشره".
واختتمت متمنية أن يكون هناك مختبر كبير لترميم الأيقونات التي دمرت في سوريا ومحيطها، لأن الأيقونات تملك قيمة مادية وثقافية ومعنوية ودينية كبيرة.