سفير فلسطين في تونس: ما تفعله إسرائيل إبادة جماعية ونحن ندعم السلام للجميع

طالب سفير فلسطين في تونس، هايل الفاهوم، بالوقف الفوري للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي قال إن ما يغذيه هو صمت العالم وتمويل الدول الغربية التي عمدت إلى قلب الحقائق.
Sputnik
وانتقد السفير الفلسطيني في حوار مع "سبوتنيك"، ما وصفها بـ "الإبادة الجماعية" في حق الشعب الفلسطيني ومحاولة محق الهوية الفلسطينية من خلال استهداف النساء والأطفال والشيوخ من أبناء وطنه.
وشدد على أن فلسطين تدعم بناء علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة وترغب في الاستثمار في بناء الثقة والسلام للجميع دون استثناء.
إلى نص الحوار:

كيف تابعت عملية "طوفان الأقصى"، وإلى أين تتجه بوصلة الأحداث على الميدان؟

الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة هي حرب إبادة جماعية، وهي في الواقع استمرار في تنفيذ استراتيجية استعمارية بدأ الترتيب لها منذ أكثر من 200 سنة وتنفيذها لأكثر من 100 عام.
ما يحدث اليوم سبق أن عاشه الشعب الفلسطيني في الماضي في إطار مخطط شمولي لتفكيك الوطن العربي والهيمنة عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال خلق قواعد تنفيذية في المشرق العربي لتفكيك هذا الوطن العربي.
وما يحدث اليوم من حرب إبادة لأبنائنا وشعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس وحتى هناك محاولات ردعية وتخويفية لأهلنا في فلسطين 48 ليس سوى بداية لاهتزاز هذه الاستراتيجية من داخلها.
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نفاد مخزون الغذاء في متاجر قطاع غزة خلال 5 أيام

كيف تابعتم مواقف العالم مما يحدث في غزة؟

ما يحدث على الأرض لا يمكن تخيله وعلى العالم أن يخجل من نفسه في ترك هذه الجرائم ترتكب ضد أبناء شعبنا.
هذه الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ومدن أخرى ليست فقط ضد الحق الفلسطيني بل أيضا ضد حقوق البشرية كلها وما يجري حاليا إذا ما نجحوا في تنفيذه على فلسطين يمكن إنجاحه على شعوب العالم كلها.

البعض وصف بيان جامعة الدول العربية بأنه "هزيل"، كيف تقيمون التفاعل العربي مع عملية "طوفان الأقصى"؟

جميع الشعوب العربية تألمت وتحركت إزاء ما يحدث لأشقائها في فلسطين، وهي الآن ترى الواقع الحقيقي لما يواجهونه من هذا المخطط الذي يريد تفكيك الوطن العربي.
هنالك بداية تفجر وعي وطني حقيقي، أعتقد أن الشعوب العربية تقف وسوف تقف بحزم أمام هذه الاستراتيجية التي يعتقد أصحابها أنه حان الوقت لتنفيذ مراحلها الأخيرة من خلال محق الهوية الوطنية الفلسطينية بدءًا من قطاع غزة في إطار الهجمة الفاشية التي تستهدف أطفال فلسطين وأبناءها وبناتها وشيوخها.
وزير خارجية الأردن: إيقاف المساعدات عن سكان غزة ومحاولة تهجيرهم "جريمة حرب"

ولكن بعض الدول العربية أبدت انحيازها إلى إسرائيل وحتى أن عددا منها أعلن سابقا عن تطبيع العلاقات معها.. هل تعتقد أن ذلك يكسر صورة التكاتف العربي؟

أولا الدول العربية التي نسجت علاقات مع إسرائيل شعوبها أعلنت بشكل واضح عن رفضها للتطبيع.
وثانيا ما يحدث هو عملية تطويع وليس عملية تطبيع لأن من يطبع مع طرف خارج عن القانون يصبح أداة في يده لأن التطبيع يكون مع طرف عادي يحترم الشرعية الدولية والقانون الدولي وحقوق الإنسان وحق الشعوب في الدفاع عن ذاتها.
والحقيقة أن إسرائيل والحكومة الإسرائيلية رفضت كل المرجعيات والقرارات والقوانين والشرعيات الدولية، وهي تطبق عكسها تماما فكيف يمكن أن نطبع مع طرف خارج عن القانون الدولي؟
الشرعية الدولية تنص على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعلى إقامة دولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعلى عودة اللاجئين الذين طردوا من مدنهن وقراهم سنة 1948 على أساس أن يعودوا إليها أو التعويض لهم. ولكن ولا واحد من هذه القرارات تم تطبيقها.

كيف تعلق على تفاعل الدول الغربية مع ما يحدث في غزة؟

لقد انكشفت هشاشة هذه المواقف للعالم في يوم واحد أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن 8 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل ونقل أكبر حاملات طائرات أمريكية إلى شواطئ تل أبيب وفرغ كل مخازن الأسلحة إلى إسرائيل، وقد استثمرت هذه المساعدات في قتل الأطفال الأبرياء.
الجميع تابع كيف تحدثت وسائل الإعلام الغربية عن الموضوع، لقد بدؤوا في تزوير الحقائق وبمجرد أن بدأت المعطيات الحقيقية للعمليات الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ومجرد أن حاول الشعب الفلسطيني أن يتصدى لها بإمكانات ضعيفة جدا وتكاد تكون معدومة اهتزت استراتيجيتهم من داخلها وحاولوا قلب الصورة.
وزير خارجية إيران: احتمال توسع الحرب في غزة لجبهات أخرى "يقترب من المرحلة الحتمية"

كيف تصف تجميد عدد من الدول الأوروبية المساعدات للفلسطينيين؟

لقد تم دعم إسرائيل بكميات هائلة من الأسلحة، فيما لا يحصل الفلسطينيون سوى على نقطة من بحر المساعدات الإنسانية التي كانت تصلهم عن طريق منظماتهم، وها هم اليوم يقررون تجميدها ومراجعها، وهي خطوة لا يقبلها عقل إنساني في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
ما يجري كشف كل الحقائق عن الأطراف الغربية التي كانت تدعي نبذ العنصرية والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية وحرية التعبير وحق الشعوب في تقرير مصيرها وهي اليوم تطبق عكس ذلك بل وتموله.

هل تعتقد أن التحولات الدولية يمكن أن تغير المعادلة؟

نعم هناك تحولات واضحة تحصل في موازين القوى الدولية سابقا كانوا يتحكمون في العقول قبل أن يتحكموا في الأوطان، بمعنى كان هناك استعمار للعقول قبل الأوطان الآن هذه الحلقة بدأت تتهاوى .
كان هناك قطب واحد يتحكم في مصير العالم وهو من يحدد متى وأين يحل السلام ومتى وأين تشن الحرب، ولكن الآن اختلفت الصورة هناك أقطاب كبرى تشكلت في الساحة الدولية وهي في مرحلة صعود ووعي بكل الحقائق، وبدأت بالفعل في التصدي لهذه الاستراتيجية التي قادها قطب واحد على مدى قرن من الزمن.
نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة يروون لحظات القصف والموت والفرار وينتظرون من بقي من عائلاتهم

ما هو الحل الذي ترونه مناسبا لتقليص حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة؟

نحن مع بناء علاقات إنسانية طبيعية بين الدول مبنية على الاحترام المتبادل وعلى المصالح المشتركة وعلى الاستثمار في بناء الثقة.
ونحن نبذل كل الجهود للاستثمار في الأمن والسلام للجميع دون استثناء، ولكن لا يجوز القول بأن هذا الطرف له الحق أن يدافع عن نفسه بينما الضحية ليس لها الحق أن تقول كلمة.
أجرى الحوار: مريم جمال
مناقشة