نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة يروون لحظات القصف والموت والفرار وينتظرون من بقي من عائلاتهم
18:37 GMT 16.10.2023 (تم التحديث: 13:13 GMT 17.10.2023)
© Sputnik . Ajwad Jradatنازحون فلسطنينون في جنوب قطاع غزة يرون لحظات القصف والموت والفرار وينتظرون ما بقي من عائلاتهم
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
يتكدس الفلسطينيون النازحون جنوب قطاع غزة في مراكز الإيواء، في ظل عدم توفّر المياه وأساسيات الحياة كالأغذية والأغطية، وعلى باب أحد مراكز الايواء في رفح جنوب قطاع غزة، تصرخ النازحة روان حمودة من ألم فقدان أغلب عائلتها وأقاربها.
وتروي روان لوكالة "سبوتنيك" قصتها محاولة أنَّ تتمالك نفسها:
"كنا نعيش في منزل من ثلاثة طوابق في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقررنا أن نصمد ونبقى في منزلنا أنا وزوجي وأولادي واخوة زوجي وعائلاتهم، والمنطقة التي نعيش فيها لا يوجد فيها أي نشاط عسكري، وفجأة بدأت القذاف تنهال علينا، ورأيت القذاف وهي تدخل من نافذة الطابق الثاني للمنزل وقتل شقيق زوجي وزوجته وأولاده، ووسط الانفجار سارعنا للخروج الى مدرسة الأونروا المجاورة، فتم قصفها، ثم خرجنا للاحتماء في روضة مجاورة للمدرسة فانهالت علينا القذائف".
وتابعت: "ثم ذهبانا الى ملجئ في بيت لاهيا مساحته 100مترمربع، وكان يتواجد فيه 250 من النازحين دون كهرباء ولا ماء ولا أدوية ولا وسائل اتصال كي نعرف ما حل بأقربائنا، ومع اشتداد القصف بالقرب من الملاجئ خرجنا وعددنا 30 من عائلة واحدة، فقرر زوجي أن نفترق حتى إذا مات عدد منا يبقى بعضنا يحمل اسم العائلة، وبعدها علمنا بمقتل إخوة زوجي بسام ورمزي واعتدال حمودة وشقيتي نارمان وأولادهم، لقد كانوا يريدون أنَّ نبقى معهم، ولو بقينا لقتلنا جميعاً ومحينا من السجل المدني، وأنا الآن في ملجئ رفح وانتظر أنَّ يأتي أحد من عائلتي أو أسمع عنهم خبرا، وأطلب الرحمة من الله لأهلي وأعمامي وأقرباء زوجي، ولا أعلم هل من بقي من عائلتي على قيد الحياة أم لا".
وبحسب توثيق المؤسسات الرسمية في قطاع غزة، فقد استهدف الجيش الاسرائيلي 20 عائلة بعدما نزحت من الشمال إلى الجنوب، وقتل العديد منها وجرح العشرات، وفي مشفى رفح حضر النازح حافظ المصري كي يتعرف على جثامين عائلته التي أخرجتها طواقم الدفاع المدني من تحت الأنقاض، ويقول لوكالة "سبوتنيك": "اليوم تعرفت على جثث أولادي وأمي وأبي وزوجتي، فنحن عائلة مكونة من 40 فردا، وقبل القصف بقليل قمت لاستحم بجوار المنزل، وبقي أهلي في الصالة وغرفة المعيشة، وفجاءة سمعت صوتا كبيرا لصاروخ هدم منزلنا المكون من طابقين فوجدت نفسها تحت الأنقاض".
وتابع المصري "ولم أصحو إلا في المستشفى، وقد أتيت لأتعرف على عائلتي وقد اختفت ملامحهم، فلم ينجو أحد من عائلتي سوى أبناء أخي وزوجته وهم يتلقون العلاج في المستشفى، ولم يبقى أحد غيرنا على قيد الحياة، وأسال الله أن يلهمني الصبر على فقدان أمي وأبي وزوجتي وأولادي وأشقائي وأولادهم وزوجاتهم".
© Sputnik . Ajwad Jradat
1/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
© Sputnik . Ajwad Jradat
2/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
© Sputnik . Ajwad Jradat
3/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
1/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
2/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
3/3
© Sputnik . Ajwad Jradat
وفي مستشفى رفح يجهش الشاب محمد سليم بالبكاء ولا يستطيع الكلام سوى أنَّ يقول لم يبق غيري على قيد الحياة، بعدما استهدف الطيران الإسرائيلي منزل عائلته برفح بصاروخ دمر المنزل وقتل عائلته، ويقول عمه فؤاد محمد لـ "سبوتنيك": "لقد أستهدف منزل أخي سليم بصاروخ مباشر دون سابق إنذار وهدم المنزل على من فيه، وقتل أخي وزوجته وأولاده، ولم يبق إلا محمد الذي ترونه منهارا، ولا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل".
وما زالت فرق الدفاع المدني في قطاع غزة تحاول العثور على ناجين تحت الأنقاض، وفي رفح تعرض منزل عائلة الشمالي لقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي دمر المنزل بالكامل، وتسعى فرق الإنقاذ والطواقم محاولة العثور على ناجين، ويقول أحمد الشمالي لوكالة "سبوتنيك"، وهو ينتظر على أمل خروج أحياء من تحت الأنقاض: "ذهبت لأحضر الطعام والماء، وعندما عدت وجدت المنزل قد هدم جراء القصف، وكان هناك إصابات كبيرة نقلتها إلى المستشفى، وأنا الآن أنتظر على أمل خروج أحياء من عائلتي من تحت الأنقاض".