وتم التوصل لهذا الاكتشاف المثير للجدل، من خلال دراسة البلورات القديمة الموجودة في الصخور التي تم استخراجها من سطح القمر، أثناء مهمة "أبولو 17"، وهي آخر مرة مشى فيها البشر على سطح القمر، في عام 1973.
ويسمى هذا الحجر الكريم بـ"الزركون"، والذي يتكون من تبلور عناصر الزركونيوم والسيليكون والأكسجين في الصهارة، أو الصخور المسالة.
ويعتبر "الزركون" بلورة مفيدة لتأريخ العينات الصخرية، بسبب احتوائه على كمية معينة من العناصر المشعة اليورانيوم والثوريوم، والتي يمكن استخدامها لمعرفة متى تشكلت البلورة للمرة الأولى، بناء على مقدار خضوعها للتحلل الإشعاعي إلى عناصر أصغر.
واستخدم العلماء هذه الطريقة لمعرفة متى تشكلت بلورات "الزركون"، وحصلوا في النهاية على رقم صادم، هو قبل 4.52 مليار عام، أي قبل نحو 40 مليون عام من العمر المقدر السابق للقمر، وهو 4.46 مليار عام.
تقول مؤلفة الدراسة، جينيكا جرير، وهي باحثة مشاركة في جامعة غلاسكو، لوسائل الإعلام الأمريكية: "إنه لأمر مدهش أن تكون قادرا على الحصول على دليل على أن الصخرة التي تحملها في يدك هي أقدم جزء من القمر اكتشفناه حتى الآن، إنها نقطة ربط للعديد من الأسئلة حول الأرض. عندما تعرف عمر شيء ما، فإنه يمكنك أن تفهم بشكل أفضل ما حدث له في تاريخه".
وتم نشر الدراسة الجديد، أمس الاثنين، في مجلة "Geochemical Perspectives Letters".
يشار إلى أن النظرية السائدة بشأن تكوين القمر، هي أنه في وقت مبكر من تكوين النظام الشمسي، اصطدم كوكب أصغر بحجم المريخ بالأرض، مما أدى إلى انصهار الكوكبين وتفجير كمية كبيرة من الصخور، والتي سقط بعضها مرة أخرى على الأرض، لكن بقي بعضها في مدار حول الأرض، واتحد لتشكيل القمر، وهذا ما يفسر لماذا يبدو قمرنا، على عكس أي قمر آخر في النظام الشمسي، وكأنه كوكب من الداخل، ويحمل تقريبا نفس بنية وتكوين الأرض.