ما الذي يعنيه التنسيق بين السعودية وإيران بشأن التطورات في غزة؟

بلغت الحرب على قطاع غزة شهرها الأول، وبدأت المواقف العربية والإقليمية تتغير تدريجيا نحو تصعيد سياسي ودبلوماسي، في ظل تقديرات باحتمالية توسع دائرة الحرب عسكريا.
Sputnik
مع ارتفاع أعداد الضحايا لأكثر من 10 آلاف قتيل في غزة، إثر القصف الإسرائيلي، بدأت عمليات التنسيق وتوحيد المواقف تأخذ محطات متقدمة، من بينها التشاور والتنسيق بين السعودية وإيران، وهو ما يمثل نقلة على مستوى العلاقات بين البلدين، غذ تعد خطوة غير مسبوقة منذ سنوات.
يوم الاثنين، ناقش وزیر الخارجية الإيراني حسین أمیر عبد اللهیان، ونظیره السعودي الأمير فیصل بن فرحان، في اتصال هاتفي، آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي اعتبره الخبراء يأتي في إطار تعزيز موقف المنطقة.
السعودية: لا نفكر حاليا في استخدام "سلاح النفط" لوقف إطلاق النار في غزة
وأفادت وكالة "فارس" الإيرانية، بأنه "تم خلال هذه المحادثة الهاتفیة، التأکید علی عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بهدف استعراض التطورات الفلسطينية ووقف جرائم الحرب ضد غزة والضفة الغربیة، وإرسال المساعدات الإنسانية باستمرار".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد أكد في وقت سابق، أن "ما يرتكبه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، إبادة جماعية تحدث يوميا أمام أنظار العالم، وبدعم من ‏العديد من الأنظمة الغربية، وخاصة أمريكا"‏‎.‎
بشأن أهمية التنسيق بين الجانبين، يقول الدكتور زكريا حمودان، مدير "المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء"، إن "النقاش والتنسيق بين السعودي وإيران، يتمثل في تعزيز الموقف الدبلوماسي في المنطقة لوقف إطلاق النار".

ويرى حمودان أن "البلدين إلى جانب دول المنطقة يمكنهم توحيد الموقف والصف، بما ينتج عنه من عوامل تأثير على الغرب، انطلاقا من أوراق الضغط، التي تمتلكها كل دولة في المنطقة".

ويشير إلى أن "التطورات في ملف فلسطين، لا تؤثر على مسار العلاقات بين إيران والسعودية، لكنها ربما تعزز آليات التواصل والتنسيق مستقبلا، رغم أن خطوات التقارب بطيئة".
بايدن: طلبت من نتنياهو وقف الأعمال القتالية في غزة
في هذا الإطار، قال العميد عبد الله العسيري، الخبير العسكري السعودي، إن "ما يجري في غزة، من استباحة للدم والقتل والتدمير تدينه جميع الشرائع السماوية".
مضيفا في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "اتصال وزير الخارجية الإيراني بوزير الخارجية السعودي، يؤكد أهمية التشاور بين البلدين، حيال التطورات الميدانية الخطيرة في غزة، والتي تسببت في مقتل أكثر من 10 آلاف قتيل وإصابة نحو27 ألف مصاب وجريح".
وتابع، بالقول: "هذا الاتصال الإيراني يؤكد مكانة المملكة لما لها من ثقل سياسي ديني ودولي في الساحة الدولية، إذ تحظى المملكة بمصداقية عالمية ذات تأثير".
لافتا إلى أن "القيادة السعودية ساندت الشعب الفلسطيني، في جميع قضاياه العادلة واستمرت هذه المساندة منذ بداية الحرب الحالية، ولا تزال تسعى لتهدئة وتيرة هذه الحرب والضغط المتواصل على مؤيدي الكيان الإسرائيلي من أجل ثني إسرائيل عن مواصلة هذه الحرب الدموية، وإنهاء الصراع"، بحسب قوله.
بعد اعتبار "الخصاونة" تهجير الفلسطينيين "إعلان حرب".. ما دلالات التهديدات الأردنية حول عدوان غزة؟
وفق الخبير العسكري السعودي، فإن "المجتمع الدولي لا يظهر أي تعاون مع الجانب الإيراني، نظرا للصورة التي ترسخت طول السنوات الماضية".
وتابع، قائلا: "امتناع إيران عن التدخل في شؤون الدول واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية والانضمام مع بقية دول المنطقة في صف واحد، يمكن من دور إقليمي لدول المنطقة في كبح جماح الأطماع الإسرائيلية ومن ثم إجبار الكيان الإسرائيلي، على قبول المبادرة العربية للسلام، بما يعزز علاقات إيران مع دول المنطقة بشكل عام، ومع المملكة العربية السعودية بشكل خاص".
وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي، في وقت سابق، عن عقدها قمة إسلامية استثنائية، في العاصمة السعودية ‏الرياض، يوم الأحد المقبل الموافق 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، "لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم ‏على الشعب الفلسطيني"، بحسب قولها‎.‎
وأضافت المنظمة، في بيان رسمي، أن "عقد الدعوة يأتي بناء على دعوة السعودية، بصفتها رئيسة القمة الإسلامية الحالية".
ومرّ31 يوما، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية، على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد على 200 آخرين.
مناقشة