وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقها وزعت في الأيام الأخيرة إمدادات حيوية على الهياكل الطبية في أنحاء غزة، وشاهدت "صورا مروعة أصبحت الآن أسوأ بسبب تصاعد الأعمال العدائية".
وأضافت في بيان أن ذلك أثر بشدة على المستشفيات وسيارات الإسعاف وألحق خسائر فادحة بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).
وتابعت: "نظام الرعاية الصحية في غزة، الذي يتحمل فوق طاقته ويعمل بإمدادات ضئيلة وغير آمن على نحو متزايد، قد وصل إلى نقطة اللاعودة".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الهجمات وجهت "ضربة قوية لنظام الرعاية الصحية في غزة الذي تعرض للضعف الشديد بعد أكثر من شهر من القتال العنيف".
وقال ويليام شومبورج، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، في بيان اليوم الجمعة، إن "الدمار الذي يلحق بالمستشفيات في غزة أصبح لا يطاق ويجب أن يتوقف".
وأشار إلى أن "حياة الآلاف من المدنيين والمرضى والطواقم الطبية معرضة للخطر".
وأشارت اللجنة الدولية إلى أن مستشفيات الأطفال لم تسلم من أعمال العنف، بما في ذلك مستشفى النصر الذي تعرض لأضرار جسيمة بسبب الأعمال العدائية ومستشفى الرنتيسي الذي اضطر إلى وقف عملياته.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إن شريكتنا، جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تعمل بلا هوادة لمواصلة تشغيل مستشفى القدس، حيث أن الوسائل اللازمة تنفد منه بشدة، وسط الأعمال العدائية المتزايدة".
وفي الوقت نفسه، فإن مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، والذي تعرض لضربة جوية اليوم الجمعة قال مديره إنها أسفرت عن مقتل 13 شخصًا، ليس مكتظًا بالمرضى فحسب، بل يستضيف الآن أيضا آلاف العائلات النازحة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "أي عملية عسكرية حول المستشفيات يجب أن تأخذ في الاعتبار وجود المدنيين الذين يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأضافت أن "قواعد الحرب واضحة. والمستشفيات هي مرافق تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي".
وشددت اللجنة على أن حماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي، "ليست التزامًا قانونيًا فحسب، بل واجب أخلاقي للحفاظ على حياة الإنسان في هذه الأوقات الرهيبة".
وتعرضت المرافق الطبية والطواقم الطبية في جميع أنحاء غزة للهجمات بشكل متكرر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل ما يزيد قليلاً عن شهر.
وأسفر القصف الإسرائيلي المكثف والحملة البرية في قطاع غزة، عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وعدد كبير منهم أطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.