جاء ذلك خلال رد على سؤال في مؤتمر صحفي، خلال زيارته الحالية لألمانيا، والتي تأثرت بتصريحات سابقة لأردوغان ضد إسرائيل.
وقال أردوغان، خلال المؤتمر المشترك مع المستشار الألماني، أولاف شولتس: "هل تمتلك إسرائيل أسلحة نووية الآن؟ نعم، ولكن إذا سألت إسرائيل، فلن يجيبوا بنعم... لأنهم بارعون جدًا في الكذب".
التصريحات الأخيرة جاءت بعد ساعات من تعهد الرئيس التركي باتخاذ خطوات لضمان محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.
وفي حديثها لـ"سبوتنيك"، قالت أستاذة العلوم السياسية د. نورهان الشيخ، إن "هناك مصالح استراتيجية بين البلدين، وربما يكون هناك تفهّم إسرائيلي لوضع أردوغان، باعتبار أن حزب العدالة والتنمية ينتمي للتيار الإسلامي وله علاقات قوية مع الجماعات المنتمية لنفس المنظومة والخلفية العقائدية ومنها "حماس"، لكن في المقابل هناك مصالح استراتيجية ولن تؤثر هذه التصريحات كثيرًا على المصالح، وكان هذا قد ظهر واضحا في أوقات سابقة أثناء فترات الفتور بين البلدين".
وأضافت أن تركيا "لم تعلن حتى اللحظة مواقف رسمية تتعلق بالعلاقات سواء الاقتصادية أو التجارية، رغم أن بعض الدول استدعت سفراءها أو أعلنت عن إجراءات رسمية ضد إسرائيل، لهذا تبقى تصريحات أردوغان مجرد موقف له مبرراته من وجهة النظر التركية، وحتى الآن لا يوجد ما هو أبعد من هذا الموقف الخاص بالرئيس شخصيا".
وأكدت أن "كل المؤشرات تشير إلى أن مستقبل نتنياهو السياسي انتهى، وقد بني أردوغان تصريحاته على هذا الأساس، ولاعتبارين، الأول أنها لن تؤثر على العلاقات، والثاني هو محاولة مغازلة المعارضة الإسرائيلية القوية التي تتحين الوصول للسلطة، وربما يمهد موقف أردوغان الطريق لعلاقات أفضل مع المعارضة بعد نتنياهو، بالتالي فهو ينظر إلى مدى استراتيجي أبعد في العلاقات مع إسرائيل".
من جانبه، أوضح المحلل السياسي التركي، طه عودة أوغلو، أن "هذه الحرب وضعت تركيا في موقف مختلف، خاصة أنها حاولت سابقا القيام بوساطة، لكن استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة دفع الجانب التركي للوصول لهذا المرحلة في التصريحات في ظل الدعم اللامحدود من عدد كبير من الدول الأوروبية، ومنها ألمانيا التي تقف بالكامل مع إسرائيل".
وأوضح أن "العلاقات التركية الألمانية تشهد توترا كبيرا، لكن أردوغان أراد من إتمام هذه الزيارة توجيه رسالة بأنه لا يريد توتر العلاقات مع ألمانيا، حيث تحاول تركيا الإبقاء على علاقات جيدة مع الجميع".
وحول تعهد أردوغان بالسعي لمحاكمة قادة إسرائيل، قال أوغلو إن "أنقرة ستعتمد على قوتها وموقعها في الناتو والعلاقة مع المحكمة الجنائية، وهي تعتبر ما تقوم به إسرائيل في غزة جرائم حرب وإبادة جماعية ومن هذا الإطار ستتحرك تركيا، وسيكون هذا التحرك مدعوما من عدد من الدول، وستضع إسرائيل في موقف صعب حتى بعد انتهاء الحرب".
إلى ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية، د. رامي عاشور، أن العلاقات التركية الإسرائيلية تتسم بالثبات والاستقرار، وهو الإطار الحاكم للعلاقات، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك مواقف تتغير من خلال الأحداث التي تمر بها المنطقة من وقت لآخر، و ليس معنى وجود تصريحات تتعلق بموقف تركيا من إسرائيل أن هناك تغييرا في السياسة الخارجية، لكن يمكن أن يتم الاستفادة من هذه المواقف للحفاظ على النفوذ في بعض الملفات في الشرق الأوسط".
وأكد أن "تركيا لا تملك أي فرصة للتأثير على إسرائيل، لأن كليهما قوتان متنافستان وأيضا مكملين لبعضهما، مشيرا إلى أن "تركيا هي أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي في الشرق الأوسط، ولديها علاقات اقتصادية كبيرة مع إسرائيل لكن أردوغان يحاول أن يتصدر المشهد ويعزز نفوذه وشعبيته في المنطقة العربية".