راديو

أبعاد صفقة الأسرى في غزة وهل فتحت الباب لحل نهائي؟

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن إدارة رئيس بلاده، جو بايدن، "ملتزمة بحل الدولتين، ‏وهذا أمر لا بد منه لتحقيق سلام دائم في المنطقة، ونحن بحاجة لرؤية حل الدولتين ليعيش الإسرائيليون ‏والفلسطينيون بحرية وكرامة جنبا إلى جنب في سلام".
Sputnik
وتابع سوليفان مشيرا إلى أن "هذه هي رؤية بايدن، وهذا ما ‏سيعمل بشكل مكثف لتحقيقه، ليس فقط بعد الصراع، لكن بدءا من الآن، ولن يتراجع حتى يتحقق هذا ‏الهدف".‏
وتتزامن تصريحات جيك سوليفان مع استمرار تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وسريان الهدنة المؤقنة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في غزة، وأوضح مستشار الأمن القومي أن "الإدارة الأمريكية تعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة للعمل في المنطقة من أجل التوصل إلى حل الدولتين".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير في الشؤون الاقليمية، هاني الجمل، إن "صفقة تبادل الأسرى نقطة مهمة في وقف الاقتتال، وكون إسرائيل تقبل الهدنة يمثل إعلانا رسميا بالهزيمة، وهي لم تستطع طوال 50 يوما إحراز نجاح على أرض الواقع، كما أن الدعم الأمريكي والأوروبي، والدعم من بعض من كذبت عليهم إعلاميا لم يفعل شيئا، بل بالعكس وضح للعالم كذب الرواية الإسرائيلية في التعامل مع القضية الفلسطينية".
وأوضح الخبير أن "إسرائيل أجبرت على الهدنة، وتقول أمريكا إن هذه صفة بايدن، بما يؤكد أن إسرائيل لم تحرز أي نجاح، وإنما أعلنت بالهدنة هزيمتها عسكريا، فهي من جهة لم تستطع القضاء على "حماس"، وهو الهدف المعلن منذ بداية العملية، كما أن التحرك العسكري لها داخل فلسطين لم يحقق الهدف، وما قامت به هو تهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، واستهداف المدنيين في الممرات الإنسانية، وبهذا تحولت وفقا لميثاق الأمم المتحدة إلى دولة معتدية، حتى وإن كانت تروّج لأنها تدافع عن نفسها، فضلا عن الانقسامات التي يشهدها الداخل الإسرائيلي، إذ رفض بعض الوزراء الهدنة، واعتبروها استسلاما لمطالب "حماس"، وبالتالي فإن هذه الهدنة ألقت حجرا في المياه الراكدة، خاصة بعد إخفاق المجتمع الدولي في وقف الآلة العسكرية الشعواء لإسرائيل".
من ناحيته، بيّن الخبير الاستراتيجي د. علاء الأصفري، أن "إسرائيل كانت ترفض في البداية لكنها أجبرت اليوم على الرضوخ لشروط المقاومة الصامدة حتى الآن، ومنها تبادل الأسرى"، مشيرا إلى أن "إسرائيل كانت تريد أن تتفاقم الحرب لتشمل جبهات أخرى، كون أمريكا هي الحامية لها في البحر المتوسط وخلافه، لكن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد ولهذا تضغط لمحاولة تمديد الهدنة، وتسعى لعدم توسيع الجبهات، إذ تخشي على مصالحها، ولهذا أيضا يبدو أن هناك الآن تباعدا سياسيا بين إسرائيل وواشنطن التي تريد ضبط الأمور".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة