وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الجدل يدور حول الأغراض الحقيقية من تدشين هذا الخط البري، وكذلك تأثيراته المحتملة على حركة التجارة في المنطقة، ومدى تأثيره على قناة السويس المصرية".
وأوضح أن "التقديرات تشير إلى أن انخفاض حجم السفن العابرة للقناة ربما يصل إلى 3% وحتى 5% في البداية؛ وذلك باعتبار أن حجم التجارة بين منطقة الشرق الأوسط والعالم كبير جدا، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تقلل من تأثير خط النقل البري على قناة السويس".
ومن بين هذه العوامل، بحسب الخبير المصري، "التغيرات في أسعار النفط، إذ قد تؤدي هذه التغيرات إلى تغيير تكلفة النقل البحري والبري، وقد يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى جعل النقل البحري أقل تكلفة من النقل البري، مما قد يقلل من تأثير خط النقل البري على قناة السويس".
وتابع: "كذلك حجم التجارة بين منطقة الشرق الأوسط والعالم، فكلما زاد حجم التجارة بين منطقة الشرق الأوسط والعالم، قل تأثير خط النقل البري على قناة السويس، ناهيك عن سرعة النقل عبر خط النقل البري، فكلما كانت سرعة النقل عبر خط النقل البري أبطأ، يقل تأثيره".
وأوضح أبو الفتوح أن "تطوير قناة السويس الجديدة تعد كذلك عاملا مهما في هذا الصدد، إذ من المتوقع أن تزيد قناة السويس الجديدة من قدرة القناة على استيعاب السفن الكبيرة، مما قد يقلل من الحاجة إلى استخدام خط النقل البري لنقل البضائع الكبيرة".
ويتوقع أن "تلجأ القاهرة إلى تخفيض رسوم العبور في قناة السويس، مما يجعل النقل البحري أكثر جاذبية للشركات التجارية"، معتقدا أن "تأثير خط النقل البري على قناة السويس سيكون محدودا في البداية، ولكن قد يزداد هذا التأثير في المستقبل".
والسبت الماضي، أعلنت إسرائيل نجاح التشغيل التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر مواني دبي، مرورا بالسعودية والأردن، ليكون بديلا عن قناة السويس المصرية.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي: "توّج التشغيل التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن بالنجاح خلال الأسابيع الأخيرة، فيما أكملت الشاحنات العشر الأولى الطريق الطويل من موانئ الخليج العربي إلى إسرائيل".
وأوضح أنه "من المتوقع أن يوفر الجسر البري، الذي حصل على موافقة وزارة الدفاع وحكومة إسرائيل، بديلا أسرع للمرور عبر قناة السويس، بل وأسرع من ذلك بالنسبة للمسار الطويل لاستيراد البضائع على متن السفن التي يتعين عليها الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح وتمديد المسار بنحو 3 أسابيع في المتوسط للابتعادعن تهديد الحوثيين".