وندد الحشد الذي ضم حوالي 10 آلاف شخص في الرباط، أمس الأحد، بما وصفه قادة الاحتجاج بـ"حرب الإبادة"، وكذلك تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وتم استدعاء المتظاهرين إلى الشوارع من قبل مجموعات متباينة من المنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك اليساريون، وأعضاء حركة العدل والإحسان الإسلامية.
وسار المتظاهرون على طول شارع محمد الخامس في قلب المدينة، رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا حرب الإبادة في غزة، أوقفوا التطبيع".
وفي شارع محمد الخامس، رفع العديد من المتظاهرين لافتات تدين "تدمير المستشفيات" في غزة والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
ودعت الملصقات المرفوعة من جانب المحتجين إلى "فلسطين حرة" و"إنقاذ غزة".
كما ردد المتظاهرون شعارات تمدح "مقاومة الشعب الفلسطيني"، ووجهوا غضبهم بشكل خاص إلى أمريكا، لدعمها الحرب الإسرائيلية ضد حركة "حماس" الفلسطينية.
وقالت جيهان، وهي متظاهرة تبلغ من العمر 27 عاما: "عندما تقصف بشكل مكثف دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، بما في ذلك الأطفال، فهذه إبادة جماعية، يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها".
وفي الرباط، قال المحتج، الهاشمي الدمني (62 عاما)، إنه جاء للتعبير عن معارضته للقصف على غزة والتطبيع مع إسرائيل.
وكانت التعبيرات العلنية عن معارضة "اتفاقيات إبراهيم"، نادرة قبل اندلاع الحرب في غزة.
يشار إلى أنه في عام 2020، انضم المغرب إلى عدد من الدول العربية في إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل، بموجب "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة، بعهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وكجزء من الصفقة، حصلت الرباط على اعتراف أمريكا بمطالبتها بالسيادة على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
ومع ذلك، فقد أصبح الآن سمة منتظمة للاحتجاجات الكبيرة المتعددة التي تجتاح المغرب منذ 7 أكتوبر، حيث هتف المتظاهرون يوم الأحد بأن التطبيع كان "خيانة".
وندد المغرب رسميا بما وصفه بـ"الانتهاكات الصارخة لأحكام القانون الدولي"، من قبل إسرائيل في حربها ضد "حماس"، لكنها لم تعط أي مؤشر على التراجع عن التطبيع مع إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استئناف العمليات القتالية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.
وحمّلت حركة حماس المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وانتهت الهدنة المعلنة بين إسرائيل والفصائل المسلحة الفلسطينية، والتي استمرت لسبعة أيام، عند الساعة 7:00 من صباح يوم الجمعة 1ديسمبر الجاري، تخللها إطلاق سراح المئات من المحتجزين والأسرى بين الطرفين.