ما هي "الحرب النفسية" وكيف يتم استخدامها لتغيير مسارات الحروب؟

أصبحت "الحرب النفسية" إحدى الجبهات المهمة في الحروب الحديثة، التي يستخدم أطرافها حملات دعائية مدروسة للتأثير على آراء وعواطف وتوجهات الشعوب لدعم الحرب أو للضغط على حكوماتهم لوقفها.
Sputnik
ورغم أن تاريخ "الحرب النفسية" مرتبط ببداية اندلاع الحروب بين البشر، إلا أن هناك أمثلة واضحة على استخدامها بصورة واسعة في الحروب الحديثة، التي كان أبرزها الحرب العالمية الثانية، حسبما يقول موقع "ثوت هب".
"الناتو" يستعد لخوضها... ما هي الحرب الإلكترونية العسكرية؟
يقول الموقع إن كلا من دول الحلفاء ودول المحور، طرفي الحرب العالمية الثانية، وظفوا "الحرب النفسية" للتأثير على الجنود عن طريق أساليب خطابية موجهة تهدف إلى استمالة مشاعرهم ودفعهم لمواصلة القتال ضد الخضم دفاعا عن قضية أخلاقية يتشبث بها طرف.
وتكمن قوة "الحرب النفسية" الموجهة بطريقة صحيحة، في أن الطرف المستهدف لا يملك القدرة على مواجهة تأثيرها، كما يقول التقرير، الذي أشار إلى أن الناس يدركون قسوة الحرب والعنف المرتبط بها لكنهم يجهلون أساليب "الحرب النفسية"، التي يمكن أن تستهدفهم.
الجيش الأمريكي: الصين تتفوق علينا في عدد قاذفات الصواريخ العابرة للقارات
ففي الحرب العالمية الثانية، كانت المنشورات التي يتم إلقاؤها على الجنود تستهدف مخاوفهم ورغباتهم بصورة تقود إلى إضعاف إرادتهم في مواصلة القتال.
وبينما يتم تعريف الحرب على أنها قوى مادية (للبشر أو الآلات)، التي يتم توظيفها لقهر قوى مادية أخرى، فإن "الحرب النفسية" تهدف إلى تعطيل آلة الحرب عن طريق استهداف العنصر البشري لتغيير عقيدته القتالية بمستويات متفاوتة تؤثر على كفاءته القتالية أو تجعله يتوقف عن القتال نهائيا.
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. نتنياهو يقول إن الحرب في غزة ليست قريبة من النهاية.. صور وفيديو
وتحتاج "الحرب النفسية" إلى نوع خاص من الجنود، الذين لديهم خبرات في التواصل مع الآخرين وتكتيكات إقناع غير عادية، لتنفيذ ما يطلق عليه بـ"العمليات النفسية" التي إما أن تكون لحشد الدعم من الحلفاء أو للنيل من معنويات العدو.
ولفت تقرير لموقع "راند" الأمريكي، إلى أن الوقت الحالي يشهد تكتيكات جديدة لـ"الحرب النفسية"، تتضمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملات مدروسة ضد الخصم، مشيرا إلى أن الصين تقوم بهذا الأمر ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الموقع.
وبحسب الموقع، فإن الحملات التي تشنها الصين، تثير الشكوك حول قدرات الجيش الأمريكي بصورة عامة والقوات الجوية الأمريكية بصورة خاصة، وهو الأمر الذي أثار جدلا داخليا في الولايات المتحدة بين صانعي القرار والمسؤولين العسكريين.
الصين تتهم أمريكا بالتفكير بـ"عقلية الحرب الباردة" بعد إصدار استراتيجيتها للأمن القومي

أسلحة الحرب النفسية

لكي تحقق "الحرب النفسية" أهدافها، فلابد لمن يقودها أن يحدد الوسائل التي يمكن استخدامها لزيادة مستويات الخوف لدى الأفراد المستهدفين، وكيف يمكن زيادة الضغط عليهم بصورة منتظمة.

وهناك 5 أسلحة لـ"الحرب النفسية" يتم العمل على زيادة مستوياتها للنيل من إرادة العدو، وهي:

الألم.
البرد.
الجوع.
العطش.
التعب.
الملل.
10 معلومات عن الحرب الالكترونية العسكرية
ولفت تقرير "ثوت هب"، إلى أنه يتم استغلال تلك العناصر لزيادة معاناة العدو بصورة تجعل الجنود يشعرون بترقب وقلق، يجعل بعضهم يفقد الأمل في الانتصار وربما يقوده للانسحاب من المعركة أو الاستسلام للعدو دون قتال.
مناقشة