وقال مصطفى في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "المزايدات يجب أن يصحبها تقدم في الميدان ومعالم سيطرة واضحة على ناصية المعركة، لكن مزايدات في ظل تراجع واضح في الميدان وأوضاع إنسانية مزرية، لا تعني سوى أحد أمرين، إما الانتحار أو التفكير الجاد للخروج من الأزمة عبر حوار صادق وحقيقي".
وأشار مصطفى إلى أن "تسليح الشعب لا يضيف شيئا للمحصلة النهائية، لأن المسلح غير المتمرس في ميادين القتال في ظل الهجوم المباغت والسريع لقوات الدعم السريع، يضيف نتيجة عكسية في ميدان المعركة، لأنه يرتبك ويفقد السيطرة ويربك معه الآخرين الأكثر معرفة ودراية بفنون القتال، والنتيجة النهائية تكون هزيمة وخسائر في الأرواح والممتلكات".
وأوضح رئيس الحركة الشعبية أن "التصعيد والتلويح بتسليح المواطنين سوف يؤدي إلى انتشار السلاح في أيدي المواطنين وتفكك المجتمع وحدوث مواجهات متعددة، وهنا يشتعل السودان كله، ويعم الخراب والدمار كل مناطقه".
ويأمل مصطفى أن "يكون تصعيد الجيش في تلك الأوقات هو العاصفة التي تسبق سكون المفاوضات وإلا سيكون السيناريو الأكثر إيلاما".
وحول التحركات الأخيرة لقائد قوات الدعم السريع خارج البلاد والمكاسب التي حققها من خلال تلك الجولة، يقول مصطفى: "بكل تأكيد فإن تحركات حميدتي الخارجية ومستوى استقباله، وفقًا للأعراف الدولية يعني الاعتراف به، والاعتراف يعني الاستماع الجيد له، وبالتالي قد تتغير مفاهيم عدد من زعماء الإقليم وقد يزداد التعاطف مع موقفه، ولا شك أن هذا الأمر سيكون خصمًا على مواقفهم السابقة تجاه الجيش السوداني".
وتعرضت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، لقصف شنه الجيش السوداني بالمدافع الثقيلة والطائرات المسيرة، حيث أصاب أهدافا عدة "للدعم السريع" في وسط العاصمة الخرطوم، وحيي الصحافة وجبرة.
وأفاد موقع "المشهد السوداني"، بأن أعمدة الدخان تصاعدت من أحياء جنوب الحزام والأزهري جنوبي الخرطوم ومنطقة شرق النيل، شرقي العاصمة الخرطوم.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية السودانية، أمس الأحد، عن استنكارها للحملة الدعائية الكاذبة التي تقوم بها قوات الدعم السريع وداعموها داخل وخارج أفريقيا، في الأيام الأخيرة.
وأكدت الوزارة أن هذه الحملة تهدف إلى محاولة إعادة تسويق قيادة تلك القوات، المسؤولة عن أسوأ انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في القارة، منذ الإبادة الجماعية في رواندا، عام 1994.
ووفقًا للبيان الذي أصدرته الخارجية السودانية، فإن "هذه الحملة تشمل خداعًا ونفاقًا، وزيارة قائد المليشيا لدول أفريقية وأحاديث منسوبة له حول استعداده لإقرار وقف إطلاق نار وبدء مفاوضات سلام، مما يشكل تهديدًا لوحدة البلاد".
وأكدت الوزارة أن "الحكومة تلتزم بتحقيق السلام، وأشارت إلى إطار قانوني وسياسي ملزم لمعالجة القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية السلام"، مشيرة إلى إعلان جدة الذي وقع في مايو/ أيار 2023.
ويشهد السودان قتالا ضاريا، منذ الـ 15 من أبريل/ نيسان الماضي، نتج عنه تردي الأوضاع الإنسانية والصحية في البلاد، وتسبب في حصيلة قتلى كبيرة بين المدنيين، إضافة إلى تشريد ملايين السودانيين داخليا وخارجيا.