وقال النايل في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "تصعيد السلطات الحكومية في بغداد ضد هجمات إيران على أربيل، يأتي ضمن المحددات المسموح لهم بها، وهدفه استيعاب حكومة الإقليم حتى لا تذهب بشكل منفرد لمجلس الأمن الدولي أو تطالب بحماية دولية أو إعادة تفعيل خطوط الطول والعرض التي فرضت دوليا على العراق بعد غزو الكويت".
وتابع النايل أنه "لو ترك الأمر دون التصعيد المعلن من جانب بغداد ضد طهران بعد القصف، ربما خرج الوضع عن السيطرة وقد يطلب الإقليم حماية دولية وقد تذهب أربيل إلى مجلس الأمن بصورة منفردة، مما قد يحرج إيران والفصائل الموالية لها في العراق من قصف أربيل ثانية، لأنها ستكون في مواجهة المجتمع الدولي وقراراته وهذا ما لا تريده".
ويكمل عضو "الميثاق الوطني"، بالقول: "نتيجة للتشابكات والتعقيدات في المواقف، نرى أن طهران ربما أعطت الضوء الأخضر لحكومة الإطار التنسيقي للتصعيد المسموح به، لاحتواء الموقف ضمن الجهود الدبلوماسية الغير مؤثرة، وبالتالي سيجعل إيران تضغط على أربيل لمعالجة القضية ضمن مطالب تسعى الحكومة الإيرانية إلى أن تصل إليها مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أربيل".
وأشار النايل إلى أن "أمريكا تحاول الاستفادة من الخطأ الإيراني لصالحها في ضمان أمن قواعدها والضغط أكثر على إيران داخل العراق، ولذلك سمحت إيران للتصعيد ضدها بالطرق التقليدية حتى تضمن سحب البساط من استغلال أمريكا للحادثة من خلال أربيل".
ونوّه عضو "الميثاق الوطني" إلى أن "أمريكا تبحث مع إيران تسوية مجموعة ملفات من بينها الوضع في غزة والبرنامج النووي ونفوذ إيران في المنطقة، ولا سيما سوريا والعراق، فضلا عن حماية قواعدها العسكرية المنتشرة في العراق وسوريا".
وأوضح النايل أن "الصراع الحالي بين أمريكا وإيران محدود وضمن قواعد الاشتباك المسموح بها، ويريد الطرفان الإبقاء على تلك المرحلة أو الحالة وأن لا تصل تلك الاشتباكات للخطوط الحمراء، ولذلك كانت رسالة إيران واضحة من قصف أربيل، بأن المصالح الأمريكية تحت نيران أهدافنا وهذا سيلقي بظلاله على العراق والمنطقة".
وطرحت جامعة الدول العربية، أول أمس الأربعاء، مشروع قرار للتصويت بشأن إدانة الضربة الإيرانية، مساء الاثنين الماضي، التي استهدفت أربيل، شمالي العراق.
وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيانين متتالين، أن "جامعة الدول العربية تطرح مشروع قرار للتصويت بشأن إدانة العدوان الإيراني على العراق ودعم موقف العراق وحقه المشروع في التأكيد على احترام أمنه وسيادته".
وأضافت، في بيان لاحق، أن "الجامعة العربية تعقد جلسة طارئة لمناقشة القصف الإيراني على أربيل".
وفي السياق ذاته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن إدانته للضربة الإيرانية التي استهدفت مناطق عراقية في أربيل، مساء الاثنين الماضي، مؤكدا التضامن بشكل كامل مع حكومة العراق في أية إجراءات تتخذها للحفاظ على سيادة البلد وأمنه.
وقال أبو الغيط، أول أمس الأربعاء، في بيان صادر عن الجامعة العربية أمام دورة غير عادية لمجلسها على المستوى الوزاري لبحث الضربة الإيرانية على أربيل في العراق: "أود التأكيد على الرفض القاطع والإدانة الكاملة للقصف الإيراني الذي استهدف مناطق عراقية في أربيل، مساء 15 كانون الثاني/ يناير".
وأشار أبو الغيط إلى "التضامن الكامل مع الحكومة العراقية في أية إجراءات تتخذها حفاظًا على سيادة البلد وأمنه".
ويوم الاثنين الماضي، هزت انفجارات كبيرة مدينة أربيل، بينما دوت صفارات الإنذار في محيط القنصلية الأمريكية قرب مطار أربيل الدولي.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني "قصفه بالصواريخ الباليستية مقرًا تابعًا للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى استهداف مجموعات إرهابية".
وردا على ذلك، استدعت وزارة الخارجية العراقية، القائم بالأعمال الإيراني في بغداد، أبو الفضل عزيزي، وسلمته مذكرة احتجاج.
وقالت الخارجية العراقية، في بيان لها، إن "المذكرة أعربت خلالها جمهورية العراق عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل، وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتسبب بأضرار بالممتلكات العامة والخاصة"، حسب وكالة الأنباء العراقية.
ووفقا للبيان، "أكدت بغداد على أن هذا الاعتداء انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق ويتعارض بشدة مع مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي ويهدد أمن المنطقة".