وقال كوهين، في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن "المخاوف الأمنية المتعلقة بالمحور الإيراني ستتفوق على مطالب الرياض بأن يكون حل الدولتين جزءا من صفقة التطبيع"، مشددا على أن "السلام مع السعودية أمر وارد تماما.
وأضاف أن "حرب 7 أكتوبر سلطت الضوء على حقيقة أن السعودية تحتاج إلى هذا السلام أكثر مما تحتاج إليه إسرائيل، إن لم يكن "، متسائلا: "من هاجم السعودية قبل 4 سنوات؟ أليس إيران والحوثيون"، في إشارة إلى هجوم عام 2019 على منشأتين نفطيتين رئيسيتين في بقيق وخريص.
وتابع كوهين: "تؤكد هذه الحرب مدى أهمية التحالف والاستقرار الإقليمي، وأن من يهدد إسرائيل والدول الإسلامية المعتدلة هو المحور الشيعي"، مشيرا إلى أن "الشيء الأول والرئيسي الذي يريده السعوديون هو أمنهم، للتعامل مع التهديد الذي يحوم فوقهم".
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية، أن "الشواهد تدل على أن المملكة غير متعجلة لإقامة علاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية".
وأوضحت أن "التفاوض على إقامة علاقات مع إسرائيل سيمر بمراحل، مع وجود مسار آخر يتمثل في تهيئة الأرضية المناسبة ليكون الاتفاق مبنيًا على أسس واضحة، ويعرف كل طرف ما له وما عليه حال إتمامه".
وفي المقابل، أعلن البيت الأبيض، أن "المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، تواصل التقدم".
وجاء ذلك تزامنا مع تصريحات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بأن "السعودية تقترب من خطوة التطبيع مع إسرائيل"، لكنه شدد على "أهمية القضية الفلسطينية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أميركية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.
وتجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023، بعد انتهاء الهدنة.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل وأكثر من 60 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل.