ويهدف الاجتماع إلى بحث مسار السلام في البلد، الذي يعاني الانقسام والصراع السياسي والعسكري منذ عام 2011.
ويسعى الاجتماع التاسع للجنة الرفيعة المستوى، إلى وضع اللمسات النهائية لمؤتمر المصالحة الوطنية، المقرر عقده في 28 نيسان/ أبريل 2024، في مدينة سرت الليبية.
ويشارك في أعمال الاجتماع رئيس جزر القمر، رئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ونائب أمين جامعة الدول العربية، ورئيس الوزراء الجزائري، وقادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، وممثلي رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في اللجنة الأفريقية المعنية في ليبيا.
من ناحيته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، إن "الدول الأفريقية لديها الكثير من المشكلات، ما يجعلها غير قادرة على تقديم أي جديد بشأن الحل في ليبيا".
ولفت إلى أن "الحديث عن المصالحة الليبية لا يقدم أي جديد للأزمة الليبية، في ظل الحاجة لبناء الدولة قبل العمل على المصالحة".
وشدد على أن "الأزمة في ليبيا مرتبطة بالجانب السياسي أكثر من الجانب الاجتماعي أو القبائلي، ما يعني أن وضع الأسس السليمة لبناء الدولة هو الأولى في الوقت الراهن، بدلا من إضاعة الكثير من الجهد في مسار لا يسهم بقدر كبير في تخطي العقبات المفروضة بفعل الأطراف السياسية على الساحة الليبية".
في الإطار، قالت مصادر ليبية ضمن لجنة "المصالحة"، إن "العديد من العراقيل يمكن أن تحول دون التوصل إلى توافق تام من شأنه عقد مؤتمر المصالحة".
وأضافت المصادر في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الاجتماعات السابقة للجنة شابتها بعض الخلافات المرتبطة بمكان انعقاد المؤتمر والأطراف الممثلة فيه، وكذلك البنود التي يجب أن يتضمنها البيان الختامي، والتي تشمل عدم إقصاء أي أطراف من المشاركة في الحياة السياسية، وهي بنود تسببت في خلافات بين الأعضاء".
وشددت المصادر على أن "الاجتماعات التي تحتضنها العاصمة الكنغولية يمكنها أن تسهم في التوافق حول النقاط العالقة، كما يجب أن تقدم ضمانات لمخرجات المؤتمر".
ولفتت المصادر إلى أن "توافق دول الجوار والاتحاد الأفريقي بحضور الأطراف الليبية، من شأنه أن يدفع نحو جدية المؤتمر وما يترتب عليه، خاصة في الشق السياسي، والذي يمثل ضرورة أكبر من الجوانب الاجتماعية، التي لا تمثل إشكالية كبرى بين الأطراف أو المدن الليبية".
وقال الرئيس الكونغولي، دينيس ساسو نغيسو، في افتتاح الاجتماع الذي يرأسه أيضا: "لحل هذه الأزمة، لطالما فضلنا الحوار الليبي الحاضن للجميع كسبيل للمصالحة على أن يسبق العملية الانتخابية".
وأضاف: "لن تكون هناك مبادرة أقوى من تلك التي تأتي من قلوب الأشقاء الليبيين وعقولهم. زمن الحرب ولى"، واصفا الحرب في ليبيا بأنها "مأساة".
من جهته، أشار موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إلى أن "الأزمة الليبية طال أمدها كثيرا وكلّفت شعبها غاليا"، مضيفا أنها غذت "الإرهاب في منطقة الساحل" وتبعاتها "من حيث الدمار السياسي وعدم الاستقرار".
وأعلنت الحكومة الجزائرية، أمس الأحد، المشاركة في الاجتماع بمشاركة الوزير الأول نذير العرباوي الذي سيمثل رئيس البلاد عبد المجيد تبون. وأوضحت أن هذه الزيارة، تأتي للمشاركة في اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا الاثنين في العاصمة الكونغولية برازافيل.
كما يشارك وزير الشؤون الخارجية والهجرة، نبيل عمار، إذ يترأس الوفد التونسي المشارك في اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا.