وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة الآن في صراع جيوسياسي مع روسيا والصين خصوصا في مواجهة العملية الروسية في أوكرانيا، وبالتالي ليس من السهل على صانع القرار الأمريكي أن يترك العراق بموقعه الاستراتيجي وثرواته في إطار هذا الصراع.
ويرى الجميلي، أن عملية الانسحاب رغم كل الشعارات التي تطرح ورغم كل التصريحات الإعلامية، إلا أن موضوع الانسحاب ليس سهلا، هذا من ناحية، من ناحية أخرى، يعتقد الجميلي أن توقف الهجوم من قبل الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية جاء بعد أن وجهت القوات الأمريكية ضربات رئيسية للفصائل في بغداد وداخل الأراضي السورية، وبعدما أصبحت الحكومة العراقية في حرج.
وأضاف أمين الحزب الطليعي، أن هناك ضغوط إيرانية على الفصائل إلى جانب ضغوط الحكومة العراقية حتى لا تتوسع المعركة الموجودة في غزة وتتحول إلى معركة إقليمية، ويعتقد أن إيران ليست مستعدة وليس بمقدورها مواجهة تلك الحرب الإقليمية خصوصا إذا ما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وأشار أمين الحزب الطليعي، إلى التهدئة الحالية فيما يتعلق بقصف الفصائل للقوات الأمريكية ربما تأتي ضمن صفقة متبادلة بين الأطراف، وأيضا ربما تكون ناتجة عن الضغوط الإيرانية والضغوط الحكومة العراقية التي شعرت بحرج شديد لأن عمليات وهجمات كلا الطرفين المتبادلة (الطرف الأمريكي وطرف الفصائل المسلحة)، تعد انتهاكا لسيادة العراق.
وأكد الجميلي، أن التهدئة المستمرة منذ أسبوعين في اعتقادي أن وراءها صفقة معينة يصعب تحديدها في الوقت الراهن، خاصة وأن إيران لديها ملفات عالقة مثل الملف النووي وملف وجودها ومراكز قوتها الإقليمية في مواجهة الوطن العربي خصوصا، لأن الوضع الإقليمي أصبح حرجا أمام هذه الضربات، ومعركة غزة لم تعد من الممكن التخفي تحت غطائها، هذه المعركة كشفت جميع الأطراف، سواء المحلية التي اختصرت القضية ببقائها في السلطة، أو الأطراف الإقليمية التي كانت تدعي أن هناك محور مقاومة، لكن محور المقاومة اختار قواعد الاشتباك البينية مع الكيان الصهيوني ومع قوات الاحتلال الأمريكية.
ولفت أمين الحزب الطليعي، إلى "أن الأمور في اعتقادي تتجه نحو تهدئة دائمة، باعتبار أن الملفات ما زالت عالقة، ومعركة غزة فيما يبدو إما أن تحسم من قبل الكيان الصهيوني، أو أن هناك مساومات سياسية تنتهي بسيطرة أو إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية لغزة بدلا من حماس، لذلك الأمور بدأت تأخذ تهدئة ونختصرها بضغط من إيران وبضغط من الحكومة العراقية، إضافة إلى الصفقات السرية التي لم نتمكن إلى الآن من معرفة مضمونها وفحواها.
وأجرى محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي مباحثات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي أكد فيها أن القوات الأمنية العراقية وصلت إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية والأداء.
جاء ذلك على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن 2024، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع"، السبت الماضي، التي أشارت إلى تأكيد السوداني على ضرورة الانتقال إلى مرحلة العلاقات الثنائية بين بغداد والدول الأعضاء في التحالف.
وأكد السوداني لأعضاء الكونغرس ضرورة إنهاء مهام التحالف في العراق، مشيرا إلى أن العراق يمر بحالة تعافي في ظل ما تشهده البلاد من إصلاحات في مختلف المجالات التنموية.
وفي الآونة الأخيرة، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات على مواقع في سوريا والعراق، قالت إنها ردا على استهداف جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية في الأردن.
واتهمت واشنطن ما أسمتهم بـ"الجماعات المتحالفة مع إيران" بالوقوف وراء الهجوم على القاعدة العسكرية، التي تستضيف قوات أمريكية في الأردن.
وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي الذي طال مواقع عراقية، وقالت إن استمرار وجود التحالف الدولي في العراق يزعزع استقرار المنطقة، كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق يمتلك قدرات أمنية متطورة.