تتحول الشوارع المصرية قبيل المغرب إلى سباق لمناولة الصائمين المارين في الطرقات المياه والعصائر والتمر، في مشهد ربما لا يتكرر سوى في بعض البلدان، حيث تتنحى جانبا الخلافات وتطفو روح المحبة والتكافل في سيمفونية متكاملة طوال اليوم.
رصدت "سبوتنيك" جانبا من عمل إحدى المؤسسات الخيرية بالقاهرة (مؤسسة محمود فرحان للتنمية)، التي تقدم مئات الوجبات يوميا للصائمين من الفقراء والأيتام وغيرهم، علاوة على تقديمها المواد الغذائية (شنط رمضان) إلى مئات الأسر طوال الشهر الكريم.
بداية يقول محمود فرحان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة: تقوم المؤسسة بعمل وجبات مستمرة طوال العام من خلال مطبخ إطعام الرحمة الخيري التابع لها، ويتراوح عدد الوجبات اليومية ما بين 270-300 وجبة توزع على الأيتام والفقراء والمساكين والمرضى.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك": "مع دخول شهر رمضان تزيد عدد الوجبات التي يتم تقديمها يوميا والتي تصل إلى 1000 وجبة، حيث يكون الأمر أكبر وأشمل ولا يقتصر على المقر الجغرافي للمؤسسة ويتم التوزيع فى عدة أماكن، وتتكون الوجبات من (لحمة أو فراخ أو كبدة أو كفتة مع أرز وطبيخ وثمرة فاكهة أو عصير).
من جانبه يقول محمود سامي، أمين الصندوق بالمؤسسة، نقوم بتوزيع عدد كبير من شنط السلع الرمضانية على الأسر والأيتام والفقراء والمساكين والمرضى في أول رمضان وفي آخر رمضان حتى يسعدوا بها خلال أيام العيد.
ويضيف لـ"سبوتنيك": "تحتوى الشنطة على (4 ك أرز + 2 ك مكرونة + 1 ك سكر + 1 زجاجة زيت لتر + 1 علبة سمنة كيلو + نصف كيلو عدس + نصف كيلو لوبيا + نصف كيلو فاصوليا + 2 كيس ملح + 1 برطمان صلصة) وإن تيسر الأمر بلحمة أو فراخ يتم توزيعها مع الشنط".
بدورها تقول شيماء وجدي، إحدى القائمين على مطبخ إطعام الرحمة التابع للمؤسسة: "يعمل المطبخ طوال العام في تجهيز وجبات يومية للعديد من الأسر الفقيرة والأيتام، حيث يتم شراء الذبائح من الماشية والدواجن والأسماك وغيرها ويتم تجهيزها بالمطبخ يضاف لها الأرز والمكرونة وطبيخ الخضار وكل مستلزمات الوجبة الكاملة".
وتكمل حديثها لـ"سبوتنيك": "بعد تجهيز الوجبات في الأيام العادية يتم وضعها في علب مخصصة لذلك وتسلم إلى المتطوعين الذين يقومون بتوصيلها إلى أصحابها، وهناك كشف بأسماء الأسر التي يتم تقديم الوجبات اليومية لها".
وأشارت وجدي، إلى أن عمل المطبخ يتحول إلى خلية من العمل مع قدوم شهر رمضان نظرا لتضاعف كمية الوجبات والأعداد الطارئة التي قد تزيد على 1000 وجبة في اليوم، ويجب أن تكون جاهزة للتوزيع بوقت كاف قبل المغرب، والحمد لله نقوم بالعمل منذ بداية رمضان بشكل سلس".
وأكدت وجدي أن ما يميز هذا العمل عن غيره، أن الجميع يعمل بحب وتفاني ورغبة في إسعاد الآخرين، حتى أنك تجد شبابا متطوعين لإيصال الوجبات دون أي مقابل سوى أنهم يحبون العمل الخيري ومساعدة الناس".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، يقول مصطفى محمود سكرتيرعام المؤسسة: "رغم عدم مضي وقت كبير على قيام المؤسسة (منذ 2022)، إلا أنها استطاعت خلال تلك الفترة اختراق العديد من المجالات وتقديم الخدمات بها، حيث تقوم المؤسسة بتعليم القرآن والأحاديث والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم للنساء والأطفال من الحالات التي ترعاها المؤسسة مجانا طوال العام مع معلمات ذوي خبرة فى هذا الأمر ولديهم إجازات فى تعليم القرآن وعلومه".
وأضاف محمود: "تقوم المؤسسة أيضا بتوزيع الملابس على الأيتام والفقراء وتوفير الأدوية بإستمرار ومتابعة حالات المرضى، كما تقوم بتجهيز الفتيات المقبلات على الزواج من الأيتام والفقراء، علاوة على أنها تقوم بمساعدة من تضررت منازلهم بحريق أو ما شابه ذلك".
شهر رمضان في مصر يتميز بطابع خاص من أجواء روحانية تبدأ من الساعات الأولى لإعلان دار الإفتاء رؤية هلال شهر رمضان، ما بين المغرب والعشاء في أو ليلة رمضانية تتغير الأجواء بشكل كامل، تشاهد الزينات وفوانيس رمضان والمطاعم بدأت توقيتات عمل جديدة، حياة جديدة في رمضان
تعكس جوا من البهجة والفرح
وتتجلى الروحانية خلال هذا الشهر المبارك في ارتياد المساجد لتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات الخمس، وتزدان المنازل بالزينة الرمضانية وتتجمع العائلات حول موائد الإفطار معا في أجواء من التآلف والمحبة.