قبل الانتخابات التي جرت في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019، تضمن برنامج الرئيس عبد المجيد تبون 54 التزامات في مقدمتها الإصلاح الدستوري، وجوانب اقتصادية واجتماعية.
تتباين الرؤى في الشارع الجزائري بشأن ما تحقق من برنامج الرئيس، خاصة في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على مستوى العالم، فيما يشير الخبراء إلى أن الأولويات في المرحلة المقبلة تتمثل في ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية، نظرا للتحديات الراهنة.
يقول البرلماني الجزائري بريش عبد القادر، إنه رغم الإكراهات التي واجهها الرئيس خلال فترة ولايته الحالية، بداية من أزمة كورونا وما تبعتها من آثار اقتصادية، فإنه برنامجه الذي تضمن 54 تعهدا حقق منه نحو 80 إلى 90% حتى الآن.
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس ركز بالأساس على إرساء البناء المؤسساتي، واستقرار المؤسسات الذي تعيشه الجزائر، والذي تمثل في الإصلاح الدستوري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وكذلك تجديد المؤسسات المنتخبة، والمؤسسات التي نص عليها دستور 2020.
ولفت إلى أن الرئيس بدأ في الإصلاحات الاقتصادية، منها ما يتعلق بقوانين الاستثمار ، والنظام المالي والمصرفي، تحت بند الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية.
وفق البرلماني الجزائري، فإن ميزانية 2023، جاءت بـ 98 مليار دولار، وميزانية 2024، بـ 2024 مليار دولار، بهدف تحقيق رفاهية المواطن وإطلاق البنية التحتية والمشروعات المهيكلة، والعديد من المشروعات الحديثة.
يرى أن الأولوية في المرحلة المقبلة تتعلق بتثبيت الاستقرار على المستوى الداخلي، بحيث يتم العمل على تقوية الجبهة الداخلية، من أجل مواجهة التحديات التي تحيط بالجزائر، خاصة في ظل التأرجح بين أحادية القطبية وتعددها، بالإضافة للمناطق الملتهبة في حدود الجزائر.
وأشار إلى أن الأولويات في المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على الجوانب الاقتصادية، من خلال برنامج طموح اقتصاديا يلبي ما تتطلع إليه الجزائر في الفترة المقبلة.
فيما يرى حكيم بوغرارة المحلل السياسي الجزائري، إن برنامج الرئيس لم يستكمل بنسبة 100 في المئة، وفق تصريحات الرئيس نفسه، حيث تعرضت العديد من المشروعات الكبرى للعرقلة، وكذلك استرجاع الأموال المنهوبة، ومشروعات السكك الحديدية، ومحطات تحلية مياه البحر.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس راض عن قطاعات وغير راض عن أخرى، وهو ما فسره التغييرات التي أجراها خلال الفترة الماضية.
يرى أن الأولويات في الفترة المقبلة، تتعلق بتحصين الجبهة الداخلية، في ظل التوترات في منطقة الساحل من اختراقات أمنية يمكن أن تنعكس بشكل مباشر على الأمن القومي.
وشدد على أن الجزائر تركز على تعزيز الجبهة الداخلية عبر البرامج الإصلاحية وتحسين مستوى الدخل للفرد، والعمل على إنجاز مشروعات اقتصادية هامة في العديد من القطاعات.
وفي وقت سابق أعلنت الجزائر موعد إجراء انتخابات الرئاسة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
ووفق بيان الرئاسة الجزائرية، فإن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قرر تقديم موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، 3 أشهر عن موعدها المقرر في ديسمبر/كانون الأول.
وجاء هذا الإعلان في بيان للرئاسة الجزائرية، عقب اجتماع ترأسه تبون لدراسة التحضيرات للانتخابات الرئاسية، وحضره رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) إبراهيم بوغالي، ورئيس المحكمة الدستورية، عمر بلحاج، ورئيس الوزراء، نذير العرباوي.
ويأتي هذا التعجيل للانتخابات، بعد أنباء تم تداولها في وسائل إعلام فرنسية، حول نية تأجيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر.