وتحدث السفير البرازيلي بالمغرب، ألكسندر غيدو لوبيز بارولا، بأن "المغرب والبرازيل، يناقشان مسألة التعاون في مجال الصناعة الدفاعية"، مضيفا أن "صوت المغرب مهم ومرحب به في تكتل "بريكس" الاقتصادي"، وفق صحيفة "هسبريس" المغربية.
وفي أغسطس/ آب الماضي، ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المغرب لم يتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة دول "بريكس".
ونفت الوكالة، نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تكشف عن هويته، تصريحا لأنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى مجموعة "بريكس"، أدلى به في وقت سابق، وقال فيه إن "المغرب من بين الدول التي تسعى إلى الانضمام إلى المجموعة".
ما هو تكتل "بريكس"؟
"بريكس" هي تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية.
من ناحيته قال الأكاديمي والاقتصادي المغربي، أوهادي سعيد، إن "نفي الخارجية المغربية، في وقت سابق، عدم تقديم المملكة لطلب الانضمام في حينه والمرتبط بتصريح وزيرة الخارجية بجنوب أفريقيا، لا يمنع اهتمام المغرب بهذه المنظمة المهمة استراتيجيا".
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "حديث سفير البرازيل، انصب على العلاقات الثنائية بين البلدين في شقيه الاقتصادي والسياسي، بما يعبر عن أهمية المملكة المغربية لتقوية "البريكس" بالنظر إلى الموقع الجيواستراتيجي والسياسة الحكيمة للملكة الرامية إلى تنويع علاقاتها والتوجه نحو "الأطلسي".
ويرى أنه "بإمكان المغرب الاستفادة من المنظمة بحكم علاقاته القوية مع جل القوى الفاعلة فيها، خصوصا الصين، روسيا والهند والبرازيل، بالإضافة إلى المنضمين حديثا خاصة المملكة السعودية ومصر".
تتمثل الاستفادة في جلب استثمارات مهمة في القطاعات الجديدة كالهيدروجين والطاقة النظيفة بصفة عامة، بالإضافة إلى الصناعة العسكرية والاقتصاد الأخضر، بحسب قول سعيد.
كما يمكن للشركات المغربية إيجاد أسواق جديدة لخفض ارتباطها العضوي بأوروبا، خصوصا في مجالي الفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكنولوجيات الحديثة، على حد قوله.
وتابع سعيد: "لا أستبعد تقديم طلب الانضمام قريبا، لأن الدول القوية داخل هذه المنظمة تحتاج إلى بلد كالمغرب، لتقويتها والدفع بها نحو الأمام".
في الإطار، قال رشيد ساري، رئيس المركز الأفريقي للدراسات والرقمنة، إن "المغرب تربطه علاقات قوية واتفاقيات استراتيجية مع دول "البريكس"، منها روسيا والصين".
ويضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "المغرب تربطه شراكات قوية أيضا مع الدول التي انضمت حديثا إلى "بريكس" منها السعودية والإمارات".
وربط ساري بين إرجاء قبول ملف الجزائر في "البريكس"، بملف المغرب الذي لم يقدم بعد، إذ يرى أن "المنظمة تسعى لتكون هناك علاقات طيبة وتصفير الأزمات بين دول المنطقة، كما جرى بين السعودية وإيران، وهو المسار نفسه الذي يراد بين المغرب والجزائر".
ويرى ساري أن "انضمام المغرب لـ"البريكس" يدفع نحو انضمام الجزائر أيضا، ويسهم في تخفيف التوتر وتحسين العلاقات بين البلدين، وكذلك اتساع رقعة المبادلات التجارية مع دول المجموعة".
ولفت إلى أن "المغرب يمكنه الاستفادة من القروض التي يخصصها "بنك بريكس"، لمجموعة من المشروعات، بالإضافة للاستفادة من المبادلات بالعملات المحلية".
وشدد على أن المجموعة تسعى لمحاربة "غسيل الأموال"، بما يساهم في مواجهة الإرهاب، بحيث تكون هناك رؤية شاملة اقتصادية وأمنية لدول المجموعة تجنبها المخاطر.
وفي أغسطس/آب 2023، قال وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، إن "حجم التبادل التجاري بين المغرب وروسيا، لا يزال متواضعا".
وأضاف مزور في حواره مع "سبوتنيك": "رغم تواضع حجم التبادل التجاري، بقي المغرب شريكا استراتيجيا هاما لروسيا في القارة الأفريقية، حيث تعتبر المملكة رابع أكبر زبون لروسيا بنسبة 8 في المئة، وثالث مورد أفريقي بنسبة 14 في المئة".
وتابع: "يعتبر حجم التبادل التجاري بين المغرب وروسيا متواضعا، حيث تحتل روسيا المرتبة 53 من بين زبائن المغرب بنسبة 0.2% فقط من الصادرات، والمرتبة الثامنة بين مورديه بنسبة 3.1 في المئة من واردات المملكة، حيث بلغ الحجم الإجمالي للتجارة الثنائية بين المغرب وروسيا 23.8 مليار درهم، سنة 2022، بزيادة 19 في المئة مقارنة، بسنة2021 ".
انضمام 5 دول
انضمت خمس دول جديدة إلى مجموعة "بريكس" المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث التحقت كل من إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا، ابتداء من الأول من كانون الثاني/يناير 2024، بمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.
مراحل "بريكس"
في العام 2001، تم اقتراح مصطلح اختصار "بريك" من قبل جيم أونيل، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في شركة "غولدمان ساكس"، وهي شركة مالية واستثمارية أمريكية، لتحديد الاقتصادات الأربعة في العالم ذات أحجام الناتج المحلي الإجمالي الأكثر نموًا ديناميكيًا وهي البرازيل وروسيا والهند والصين.
وعندما انضمت جنوب أفريقيا إلى "بريك"، في فبراير/شباط 2011، بدأت المجموعة تحمل اسم "بريكس".