"ساحات العيد" التي تخصصها محافظة دمشق على مدار أيام العيد الثلاثة، يبدأ تجهيزها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لتمتلئ بالمراجيح معلنة قدوم العيد.
وما إن تشرق شمس اليوم الأول من عيد الفطر، حتى تتعالى أصوات ضحكات وصيحات الأطفال في هذه الساحات، محفزة البسمة لدى كل من يسمعها في هذا البلد الذي عانى سنوات طويلة من الحرب.
عيد دمشق.. قصة فرح وتحدي
© Sputnik . Wasel Hmeida
"ساحة الغدير" التي تقع على الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، قصدها الأطفال من الأحياء المجاورة مرتدين ألبسة العيد الجديدة ليعتلوا المراجيح والألعاب رفقة أقرانهم، ويصيحون بأغان شعبية قديمة مخصصة لأيام العيد والتي عرفها السوريون جميعاً، حيث أصبحت هذه الأغاني لازمة حاضرة في هذه المناسبات.
عيد دمشق.. قصة فرح وتحدي
© Sputnik . Wasel Hmeida
الفرحة التي ترتسم على وجوه الأطفال، تخفي ورائها جهود جبارة بذلتها عوائلهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، حيث يأتي العيد هذا العام وسط ضائقة اقتصادية تعيشها غالبية العائلات السورية نتيحة الاوضاع الإقتصادية المتردية التي كرسها الحصار الاقتصادي الأمريكي والحرب، بما في ذلك زيادة نسب التضخم وتراجع قيمة الليرة السورية، إضافة إلى تدني مستوى الأجور مقارنة بغلاء الأسعار الذي طال كل شيء في هذه البلاد دون رحمة.
عيد دمشق.. قصة فرح وتحدي
© Sputnik . Wasel Hmeida
رغم كل الصعوبات الاقتصادية، تحرص الأسر الدمشقية على إدخال الفرحة إلى قلوب أبنائها رغم ما يترتب على ذلك من تحديات اقتصادية لأرباب الأسر، حيث سجلت أسعار ألبسة الأطفال مستوى قياسي في الغلاء لتلامس تكلفة لباس طفل واحد ما يقارب المليون ليرة سورية، مع متوسط دخل للفرد لا يتجاوز الـ500 ألف ليرة سورية شهرياً.
عيد دمشق.. قصة فرح وتحدي
© Sputnik . Wasel Hmeida
ناهيك عن التكاليف الأخرى التي يفرضها العيد من حلوى العيد والضيافة التي اعتادت الأسر السورية على تقديمها إلى زوارهم في الأعياد خلال مرحلة ما قبل الحرب.