وخلال تلك الفترة كان معبر رفح منفذا للمساعدات الإنسانية وخروج الجرحى من القطاع إلى الخارج، خاصة مع انهيار القطاع الصحي في القطاع نتيجة الاستهداف المتكرر للمستشفيات من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكان المعبر يمثل متنفسا لنحو 2.3 مليون فلسطيني، لا يخضع لسيطرة إسرائيل، إلى أن أعلنت السيطرة عليه أمس الثلاثاء، كجزء من خطة كشفت عنها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أشارت إلى أن تل أبيب تريد الاستعانة بشركة أمريكية خاصة لإدارة الجانب الفلسطيني من القطاع بعناصر كانوا جنودا سابقين في القوات الخاصة في الجيش الأمريكي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر في مجال العمل الإنساني، قولها إن عبور المساعدات من المعبر توقف، بينما قال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن مخزونات المساعدات في القطاع قليلة جدا في الوقت الذي يتم فيه غلق المعبر، الذي يمثل شريان حياة للفلسطينيين.
كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من زيادة معدلات الجوع ووصولها إلى معدلات كارثية بسبب قطع خطوط الإمداد للمساعدات عبر المعبر، بينما عبرت منظمة الصحة العالمية من أن إغلاق المعبر سيكون له تأثير كبير على قطاع الصحة وخاصة إمدادات الأدوية.
ولأن إسرائيل تسيطر على جميع المنافذ البحرية والجوية إلى غزة، فإن معبر رفح يمثل المنفذ الوحيد للقطاع، الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا.
وبينما قال هشام عدوان، المتحدث باسم هيئة المعابر في قطاع غزة، إن "الاحتلال الإسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت"، مشيرًا إلى أن "عدد الشاحنات الموجودة على معبر رفح من الجانب المصري كبير جداً والجيش الإسرائيلي يعرقل دخولها، بينما كان يدخل يومياً قبل الحرب 500 شاحنة إضافة إلى وجود مخزون كافٍ من المواد الغذائية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، "السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل، وأعلنت هيئة المعابر في غزة "توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال المعبر".
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن سقوط نحو 35 ألف قتيل وأكثر من 78 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.