وأصدر "اللواء 444" الليبي، بيانا، قال فيه إن الاشتباكات كانت محتدمة واستمرت ساعات وتم خلالها إحباط تهريب كمية هائلة تقدر بنحو خمسة ملايين حبة مخدرة على الحدود مع الجزائر.
ويرى خبراء أن زيادة وتيرة العمليات يرتبط بتحالفات بين جماعات الاتجار بالبشر وتجار السلاح والنفط، وكذلك التنسيق مع الجماعات الإرهابية، ما يشكل مخاطر متعددة على المنطقة، التي زادت فيها مؤشرات المخاطر عن السنوات السابقة.
من ناحيته، قال الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب، إن دول المنطقة تواجه ارتدادات وانعكاسات انهيار الوضع الأمني، خاصة ما تشهده النيجر ومالي بشكل أساسي.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التحالف بين شبكات الجريمة المنظمة النشطة في المنطقة، بالإضافة لاستفحال ظاهرة الإرهاب، ترتب عليها الحادث الذي وقع على الحدود.
ولفت إلى أن نشاط الجماعات التي تتاجر بالبشر والسلاح في المنطقة، تزايد نتيجة الأوضاع الأمنية، خاصة أنها تستغل الضعف الأمني في ليبيا وعدم وجود دولة موحدة.
وأشار إلى أن مؤشرات العنف المسجلة بين المهاجرين غير الشرعيين في تونس، تؤشر على الأوضاع على الحدود أيضا، خاصة أن أغلبهم قادم عبر تونس وليبيا، التي تمثل أحد المسارات المفضلة لشبكات التهريب لامتلاكها حدود مشتركة مع كل من تونس والجزائر.
وشدد أحمد ميزاب، على أن ارتفاع وتيرة العمليات في الفترة الأخيرة، نتيجة الانهيار الأمني، والتحالف بين الجماعات الإرهابية وجماعات الاتجار بالبشر، حيث يتم توظيف هذه الورقة ضمن أدوات الضغط للحصول التمويل اللازم.
ولفت إلى أن هذه الجماعات تعد ضمن الأدوات التي يمكن استخدامها عبر الخلايا النائمة، وتنشيطها في الوقت الذي تراه المجموعات مناسبا لها.
وشدد ميزاب، على أن الاجتماع الأخير بين القادة الثلاث في ليبيا وتونس والجزائر، بحث جميع الجوانب الخاصة بمواجهة التحديات المرتبطة بعمليات الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة.
وشدد الخبير الأمني، على أن هذه الجماعات تعد ضمن أدوات الأجندات الخارجية، التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بأهداف تبرر التدخل في شؤون المنطقة، أو كورقة للابتزاز.
فيما قال أحمد حمزة، مقرر لجنة حقوق الإنسان في ليبيا، إن جماعات الجريمة المنظمة التي تمتهن الاتجار بالبشر والسلاح والنفط، تشكل تهديدات جادة وخطيرة.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن ارتفاع وتيرة العمليات مؤخرا على مستوى المنطقة، ترتبط بمصالح بين الجماعات المختلفة.
وأشار إلى أن نشاط الجماعات المتزايد يعود للحدود المترامية والتراخي الأمني وعدم التنسيق الكامل بين دول المنطقة، رغم محاولات التصدي لهذه العصابات.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، الأربعاء، أن عضوا في جماعة إرهابية سلم نفسه جنوب الجزائر، فيما اعتقلت وحدات الجيش 8 أشخاص بشبهة "دعم الإرهاب"، في الفترة من 8 إلى 14 مايو/ أيار الحالي.
ووفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية، أسفرت حصيلة أعمال الجيش، خلال الأسبوع الأخير "عن نتائج نوعية، تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني".
ووفق البيان، فإن الإرهابي الذي سلم نفسه، يدعى "عبد الحق"، وكان يحمل معه رشاشا من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة، لحظة وصوله طواعية إلى مواقع الجيش في منطقة برج باجي مختار.
وتشهد المنطقة زيادة في وتيرة عمليات الاتجار بالبشر والسلاح، وكذلك فيما يتعلق بالعمليات الإرهابية في المناطق الحدودية.
أبرز الميليشيات المتورطة في شبكات التهريب في ليبيا