"أنصار الله" اليمنية تدعو التحالف بقيادة السعودية إلى توقيع وتنفيذ خارطة طريق للسلام

دعت جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم الثلاثاء، التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى الانخراط في التوقيع على خارطة طريق أعلنت الجماعة التوصل إليها لتحقيق السلام في اليمن وإنهاء الصراع الذي يدخل عامه العاشر في البلد.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" مهدي المشاط، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 34 لقيام الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، حسب ما نقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، اليوم الثلاثاء، "نؤكد الرغبة الصادقة في صنع السلام وحسن الجوار واستعادة الإخاء مع محيطنا ومع الفرقاء في الداخل".
"أنصار الله" تعلن إسقاط مسيرة أمريكية بصاروخ "أرض- جو" فوق محافظة البيضاء اليمنية
وأضاف: "أدعو قيادة التحالف إلى إكمال ما بدأناه معها والانخراط الجاد في توقيع وتنفيذ خارطة الطريق، والبدء الفوري في تهيئة الأجواء الداعمة لبناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي".
وتابع: "أدعو التحالف إلى المضي قدما في طريق السلام وتصفير الأزمات والصراعات كليا والعمل معاً على جعل المنطقة ككل منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة".
ودعا المشاط، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى "شطب القرارات والعناوين المعيقة للسلام في اليمن"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأضاف: "أدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للاضطلاع بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجهاتها الخيرة".
وطالب رئيس المجلس السياسي، أميركا وبريطانيا بـ "الوقف الفوري للعدوان على غزة والكف عن عدوانهما على اليمن".
وقال إن "على أمريكا وبريطانيا الإدراك أن العدوان على غزة واليمن يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين ويعرض مصالحهما للخطر".
واتهم المشاط، أميركا وإسرائيل وبريطانيا، بـ "تنفيذ مساعٍ هدامة وتدميرية ضد شعوب وبلدان الأمة".
الجيش الأمريكي: "أنصار الله" أصابوا ناقلة نفط بصاروخ في البحر الأحمر
وهاجم رئيس المجلس السياسي الأعلى، المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن، بالقول: "يتوجب علينا أن لا نسمح للأفكار الهدامة والمشاريع الضيقة أن تضعنا وبلدنا في مهب الريح".
ورأى أنه "حدثت ممارسات ظالمة وأخطاء جسيمة بحق أبناء جنوب البلاد وفي شمالها على حد سواء"، معتبراً أن "من الخطيئة تحميل الوحدة أخطاء النظام".
وقال إنه "ليس من العقل ولا من الحكمة ولا من المصلحة لبلدنا ومنطقتنا التفكير في معالجة مشاكلنا من خلال التفريط أو التضحية بوحدة البلاد".
وذكر أن "كل العالم يدرك أن مصلحة اليمن ومصالح المحيط الإقليمي والدولي وحفظ السلم والأمن الدوليين يكمن في يمن واحد وموحد".
ووجه المشاط، الحكومة التابعة لـ "أنصار الله"، بـ "تأجيل الاحتفال بالعيد الوطني إلى الأحد القادم حتى انتهاء أيام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى جراء فاجعة الرئيس ورفاقه".
وبرر رئيس المجلس السياسي الأعلى، تأجيل الاحتفال بأنه "واجب تجاه بلد مسلم يجل الشعب اليمني ويقاسم أمة الإسلام ومجاهديها في فلسطين الهموم والآلام"، على حد قوله.
وفي 26 نيسان/ ابريل الماضي، أعلنت "أنصار الله" توصلها إلى خارطة طريق مع السعودية لتحقيق السلام في اليمن، محملةً أميركا وبريطانيا مسؤولية عدم التوقيع على اتفاق سلام في البلد بسبب موقف الجماعة من العملية التي تشنها إسرائيل على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
أنصار الله اليمنية تؤكد أن المرحلة الرابعة من عملياتها ستكون نوعية إذا استمرت الحرب في غزة
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أعلن في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، توصل الأطراف اليمنية إلى الالتزام بتنفيذ تدابير تشمل تنفيذ وقف لإطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بـ "الخطوة الهامة"، مؤكداً "العمل مع الأطراف لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني اليمن للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة