موسكو - سبوتنيك. وقال غروسي في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "أود أن أقول إن الوضع (بمحطة زابوروجيه للطاقة النووية) لا يزال مثيرًا للقلق، لأنه لا يزال هناك نشاط عسكري مستمر بينما نتحدث".
وأضاف غروسي: "وكان لدينا حوادث عدة، أخذتني إحداها مرة أخرى إلى مجلس الأمن، ربما تتذكرون، في شهر أبريل (نيسان الماضي)، كانت هناك مجموعة من الهجمات بطائرات من دون طيار، بما في ذلك ضد أحد المفاعلات بشكل مباشر. لذا فإن الوضع الذي أود وصفه بأنه هش للغاية، وغير مستقر جدًا".
وأول أمس الأحد، وردًا على سؤال "سبوتنيك"، حول ما إذا كان يمكن أن تكشف الوكالة عن مصدر الهجمات على محطة زابوروجيه، قال غروسي: "إذا علمت بشأن ذلك من مفتشينا، لا أن يخبرني أحد، فنعم بالطبع".
وأوضح أنه "إذا تسنى لمفتشينا التأكد بشكل مستقل من مصدر الهجمات، فبالتأكيد سنكشف عنه، هذه مسؤوليتي، ولكن في ظل الظروف السائدة حاليًا هذا صعب، وعلى أي حال آمل ألا تتعرض المحطة لمزيد من الهجمات".
ولفت غروسي إلى أنه سُئل من قبل عما إذا يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية تحديد مصدر الهجمات على محطة زابوروجيه النووية، فأجاب بأنه من الصعب للغاية تحديده، بالنظر إلى طرازات الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات ومساراتها، وحقيقة أنها يمكن أن تُطلق من أي اتجاه.
وأضاف غروسي: "لقد تحدثت عن ذلك للصحافة في نيويورك، ولأننا مفتشون لا نحبذ التكهن، ونفضل الحديث عن ذلك عندما تكون لدينا جميع العناصر المتاحة لنا لتأكيد مصدر المقذوفات، وفي هذه الحالة ليست لدينا هذه العناصر، ولذا لم نعلن شيئًا، ولكني قلت في نيويورك أيضًا، إنه إذا توافرت لدينا معلومات كافية فلن نحجبها عن النشر بالتأكيد".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلن، يوم السبت الماضي، أنه يعتزم زيارة روسيا، نهاية أيار/ مايو الجاري، لمناقشة الجوانب الفنية المتعلقة بمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، ثم يتوجه بعدها لزيارة كييف.
وأوضح غروسي، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، ردًا على سؤال حول خطط زيارة روسيا: "ربما يكون الأمر أقرب إلى نهاية الشهر الجاري، وآمل أن أتمكن من إجراء جولة أخرى من المفاوضات الفنية"، مشيرًا إلى أنه يمكنه زيارة كالينينغراد.
وأضاف أنه يعتزم أن يناقش مع الجانب الروسي وضع السلامة في محطة زابوروجيه للطاقة النووية، مؤكدًا أنه "ستتم مناقشة العديد من المواضيع، كلها ذات طبيعة فنية".
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت الشهر الماضي، أن القوات الروسية أمنت وصول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه النووية لتنفيذ مهمتهم.
ويتواجد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوروجيه النووية، منذ الأول من شهر أيلول/ سبتمبر 2022، عقب الزيارة الأولى التي قام بها المدير العام للوكالة إلى المحطة.
وتقع محطة زابوروجيه النووية على الضفة اليسرى لنهر دنيبر، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، من حيث عدد الوحدات وقدراتها؛ حيث تشتمل على 6 وحدات للطاقة تبلغ سعة كل واحدة منها 1 غيغاواط.
ومنذ آذار/ مارس 2022، أصبحت المحطة تحت حماية القوات الروسية؛ وأكدت موسكو أنها اتخذت هذه الخطوة لتلافي وقوع حوادث يمكن أن تسفر عن تسرب مواد نووية أو مشعة.
وتواصل القوات المسلحة الأوكرانية استهداف مدينة إنرغودار ومحيط محطة زابوروجيه النووية، بشكل شبه منتظم.