مسؤول في حكومة صنعاء لـ"سبوتنيك": خطاب المشاط الأخير يحمل رسائل إلى السعودية

أكد توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة صنعاء، أن الخطاب الأخير لرئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، حمل رسائل واضحة وجادة لـ"تحالف العدوان" (يقصد التحالف العربي) من أجل الوصول لتفاهمات سلام بفرص أكثر تقبلا، ومساحة أقرب استيعابا من ذي قبل.
Sputnik
وأضاف الحميري في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن رسائل الرئاسة في صنعاء كانت جادة وواضحة خاصة بعد الأحداث والمستجدات الأخيرة على مستوى المنطقة بطوفان الأقصى ومتغيرات المعادلة العسكرية وتأثيرها على موازين القوى الدولية بما شهدته من الحضور اليمني العربي والإسلامي والعالمي عسكريا وسياسيا وأمنيا منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي يؤكد أن الجمهورية اليمنية ممثلة بقيادة صنعاء أثبتت أنها قوة فاعلة لها كلمتها وموقفها العربي الصادق والمساند لقضايا الشعب العربي والأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال الحميري إن "الحضور اليمني منذ أكتوبر الماضي والمتجاوز للهيمنة الأمريكية والبريطانية جعل أنظمة الجوار المنضوية في تحالف العدوان على اليمن، تدرك جيدا وعلى أرض الواقع أن القرار اليمني باستقلالية بالتفاف الشعب اليمني والعربي خلفه، صار قرار فارضا لوجوده على أرض الميدان، بل وأصبح قرار ضاغط بصورة أقوى من تلك الضغوطات الأمريكية والغربية التي كانت ذرائع واهية يتماهى لها العديد من أنظمة العرب أمام شعوبهم".
"أنصار الله" اليمنية تدعو التحالف بقيادة السعودية إلى توقيع وتنفيذ خارطة طريق للسلام
وأوضح الحميري أن "رسائل صنعاء التي وجهها المشير المشاط لتحقيق السلام تستند إلى عوامل داخلية أهمها، اتساع رقعة الاصطفاف الشعبي اليمني لتشمل كافة أرجاء اليمن بما فيها المناطق التي لا تزال خارج سيطرة قوات صنعاء، وعوامل خارجية أهمها، تساقط عناوين السياسة الأمريكية التي اتخذتها بعض الأنظمة العربية كموجهات قبول العدوان على اليمن والمشاركة فيه".
وأشار مستشار وزارة الإعلام، إلى أن واقع اليوم يقول إن "على السعودية والإمارات أن تستوعبا حقيقة حجم الضغوط الموجهة نحوهما من قبل الجمهورية اليمنية لتحقيق السلام وفق الرؤية المقدمة من صنعاء، وهي ضغوط أكبر من تلك الضغوط الأمريكية والبريطانية، بل بات من غير اللائق بهما الانصياع لتلك الضغوط، فهي ليست إلا مجرد مخاطر تهدد أمنهما واستقرارهما، والاستمرار في التبعية لها يعني مواصلة تعريض نظاميهما والمنطقة للمزيد من المخاطرالتي لن يقبل بها اليمنيون وشعوب المنطقة برمتها".
وعبر الحميري عن أمله في أن يستوعب "تحالف العدوان" (التحالف العربي بقيادة السعودية) رسائل المشاط بشكل جيد، حيث أن الأحداث في المنطقة والمواقف المترتبة عليها، تجعل من المنطق أن تتوصل الحكومة السعودية إلى قناعة بحقيقة التوجه الثوري اليمني الحامي للأمن القومي العربي من المخاطر الصهيونية، الأمريكية البريطانية".
هل تعود الحرب في اليمن إلى بداياتها.. مصير التهدئة بين "أنصار الله" والسعودية؟

وقال مستشار وزارة الإعلام، إن "رسائل المشاط فرصة للسعودية في التحرر من الضغوط الأمريكية البريطانية وزمنها قصير، وتفويتها سينعكس بتبعات كبيرة عليهما يصعب تداركها مستقبلا بالنسبة لهما، بينما نحن في الجمهورية اليمنية نكون قد أبلغناهم الحجة الصادقة والجادة أمام شعوبهم وأمام التاريخ، ونأمل استيعابها جيدا والاستجابة لها بجدية عملية".

وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية، قد دعت الثلاثاء الماضي، التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى الانخراط في التوقيع على خارطة طريق أعلنت الجماعة التوصل إليها لتحقيق السلام في اليمن وإنهاء الصراع الذي يدخل عامه العاشر في البلد.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" مهدي المشاط، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 34 لقيام الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، حسب ما نقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، "نؤكد الرغبة الصادقة في صنع السلام وحسن الجوار واستعادة الإخاء مع محيطنا ومع الفرقاء في الداخل".
وأضاف: "أدعو قيادة التحالف إلى إكمال ما بدأناه معها والانخراط الجاد في توقيع وتنفيذ خارطة الطريق، والبدء الفوري في تهيئة الأجواء الداعمة لبناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي".
خبير لـ "سبوتنيك": الضغوط الأمريكية تعرقل التوصل إلى اتفاق سعودي يمني
وتابع: "أدعو التحالف إلى المضي قدما في طريق السلام وتصفير الأزمات والصراعات كليا والعمل معاً على جعل المنطقة ككل منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة".
ويعاني اليمن للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة 377 الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة