جاء ذلك في تقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية تناولت فيه تأثير الأزمة الأوكرانية وحرب غزة على استراتيجيات الجيش الأمريكي، الذي توجه نحو التركيز على التقنيات العسكرية المتطورة إثر انهيار الاتحاد السوفييتي.
ولفت التقرير إلى أن الحربين الحاليين في أوكرانيا وغزة أكدا أن الحروب لا يمكن حسمها بالتقنيات المتطورة وأن الحاجة إلى الذخائر التقليدية وخاصة قذائف المدفعية لا تزال أحد أسلحة الحروب الحديثة المؤثرة.
وبحسب التقرير، فإن إهمال المنشآت الصناعية التي كانت تنتج ذخائر المدفعية المختلفة ومكوناتها، أدى إلى تراجع تلك الصناعة بصورة عامة، مشيرة إلى أن ما تبقى منها سواء فيما يتعلق بالمنشآت أو القدرات البشرية، لم يعد قادر على تلبية احتياجات الجيش الأمريكي وحلفاء واشنطن.
ويقول التقرير إن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق حاليا نحو 5 مليارات دولار لتطوير المنشآت الخاصة بقذائف المدفعية عيار 155 ملم، لزيادة قدرتها الإنتاجية الحالية التي لا تتجاوز 15 ألف قذيفة شهريا، وإنتاج 100 ألف قذيفة بمعدل إجمالي حتى نهاية العام.
وترتبط هذه الأزمة بعدة مكونات أبرزها مادة البارود الأسود، التي تستخدم في تفجير القذائف، وهي التي لا يتم إنتاجها بكميات كافية في الولايات المتحدة الأمريكية ما يفرض على واشنطن استيرادها من دول أخرى مثل تركيا أو بولندا.
ويضاف إلى ذلك فإن المنشآت الخاصة بإنتاج المواد المتفجرة "تي إن تي" تواجه نقصا كبيرا أيضا، ورغم تخصيص اعتمادات مالية لبناء منشآت جديدة، إلا أن تلك المنشآت لن تكون جاهزة للعمل قبل عامين، تقريبا.