العملية العسكرية الروسية الخاصة

خبير تركي: التصدعات في دول الغرب ستزداد بعد إعلان بوتين إمكانية دعم خصوم الغرب بالأسلحة

أكد رئيس مركز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية الأمنية الدفاعية التركي، فخري أرنيل، أن التصدعات في دول الغرب ستصبح أكثر استفحالا، في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا على استعداد لتزويد خصوم الغرب بأسلحة بعيدة المدى في حال استهدف الغرب الداخل الروسي.
Sputnik
وقال أرنيل خلال مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك": "يسعى الرئيس الروسي لجعل التصدعات التي بدأت تتعمق في دول أوروبا أكثر هشاشة، من خلال التعبير عن استعداد موسكو لتوسيع نطاق الحرب، في حال قامت هذه الدول بنشر الحرب واستهداف مناطق داخل روسيا"، موضحا أن "تصريحات بوتين هي إشارة إلى مفهوم الحرب من أجل السلام، الذي عبرت عنه بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا والأمين العام السابق لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن".
وأضاف: "الغرب يسعى لإيصال روسيا لوضع يمكنها فيه القبول بشروطه من خلال الاختباء وراء مفهوم الحرب من أجل السلام".

وتابع أرنيل: "بدأ يدرك الغرب أن أوكرانيا تتعرض للهزيمة أمام روسيا رغم الدعم الذي يقدمه لها، لذلك يسعى لزيادة الدعم وجعله مستداما"، منوها بأن "الولايات المتحدة الأمريكية تهدف لنقل الحرب إلى الداخل الروسي وتوسيع نطاق الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى".

وأردف أرنيل بالقول إن "الخوف من بوتين يسيطر بشكل كبير على الدول الأوروبية، إذ أنها بدأت بزرع الخوف في نفوس مواطنيها من خلال العودة إلى عهد الحرب الباردة، ومن الواضح أنها ستستغل هذا الخوف عن طريق التحول تدريجيا إلى أنظمة استبدادية".

وأوضح الخبير التركي أن "دول أوروبا تهدف لترسيخ الخوف من روسيا لدى مواطنيها لضمان مواصلة الدعم الذي تقدمه لأوكرانيا باعتبارها بيدقا في يد الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية وتجنيد النساء في الخدمة العسكرية وإنشاء معسكرات لتدريب الشباب وزيادة إنتاج الصناعات الدفاعية"، مضيفا أن "الدول الأوروبية تريد أن تقنع مجتمعاتها أن عليها مواصلة الحرب من أجل السلام".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يحق لروسيا تزويد خصوم دول أوروبا بأسلحة بعيدة المدى، في حال قام الغرب بإرسال الأسلحة إلى منطقة المعارك لاستخدامها لضرب الداخل الروسي.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
موسكو: القوات الروسية مستعدة للرد بأسرع ما يمكن على الضربات الأوكرانية
ويشار إلى أن عددا من مسؤولي الدول الغربية دعوا إلى رفع القيود عن استخدام الأسلحة الغربية في أوكرانيا، والسماح لقوات كييف بضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
وتلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في 24 شباط/ فبراير 2022.
بوتين: روسيا والولايات المتحدة تمتلكان أنظمة إنذار صاروخي وهو ما لا يوجد لدى الأوروبيين
وتسعى الدول الغربية، من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إلا أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام الموكلة إليها.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية؛ موضحاً أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات، للاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.
وكانت روسيا قد أرسلت بوقت سابق مذكرة إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن ضخ الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، إذ شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية.
مناقشة