خبير فلسطيني: عملية تحرير المحتجزين الإسرائيليين سيكون لها انعكاسات على وقف الحرب

المحتجزين الإسرائيليين الأربعة لدى حركة "حماس" الفلسطينية الذين حررتهم قوات الجيش الإسرائيلي في النصيرات بقطاع غزة، 8 يونيو/ حزيران 2024
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني، اليوم السبت، أن "عملية تحرير إسرائيل للمحتجزين تشكل إنجازا سياسيا وعملياتيا، لكنها في الوقت نفسه جاءت بعد 246 يوميا، وتم تحرير 4 من أصل 124 أسيرا، وسقط بالعملية حسب إعلان إسرائيل، قائد العملية واستشهد 150 فلسطينيا".
Sputnik
وبحسب تصريحات لـ"سبوتنيك"، فقد "كان بمقدور المقاومة الفلسطينية قتل المحتجزين، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، لأن التعليمات المحافظة عليهم بشكل كبير، من أجل إتمام صفقة تبادل مشرفة".
ويرى الدجني أن "هذه العملية ستغيّر سياسات المقاومة بالتعاطي مع الملف، عبر تطبيق مبدأ "هبيعال الإسرائيلي"، أي التخلص من المحتجزين عند أي محاولة لتخليصهم من قبل الجيش الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بانعكاسات هذه الخطوة على ملف التفاوض، قال: "لا شك إسرائيليا ستدعم رؤية نتنياهو بالتمسك بعدم إنهاء الحرب، وأن رؤيته لتخليص المحتجزين عبر الضغط العسكري ممكنة".

ويعتقد الدجني أن "هذه الخطوة ستضعف الضغط الإسرائيلي على نتنياهو، وسترتفع شعبيته مؤقتا، ولكن بعد فترة وعند مقتل أي محتجز، سواء بالقصف أو غير ذلك، ستبدأ تداعيات الإنجاز بالتراجع مرة أخرى".

وأعلن الجيش الإسرائيلي "تحرير 4 مختطفين إسرائيليين من قلب النصيرات"، وقال الجيش والشاباك والشرطة الإسرائيليين، في بيان مشترك، إنه "تم صباح اليوم تحرير أربعة مختطفين إسرائيليين هم نوعا أرغماني (25) وألموع مئير (21) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (40)، والذين تم اختطافهم من قبل منظمة "حماس" الإرهابية من حفل النوفا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
مستشار الأمن القومي الأمريكي يشيد بعملية النصيرات ويصفها بـ"الجريئة"
وأضاف البيان، أن "وضع المختطفين الصحي جيد وتم نقلهم للفحوصات الطبية في مستشفى تل هاشومير"، مؤكدا مواصلة قوات الأمن العمل بكل الوسائل لإعادة المختطفين من قطاع غزة.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بمقتل الضابط أرنون زامورا، وهو قائد بوحدة "يمام" الشرطية (وحدة المهام الخاصة في حرس الحدود) خلال عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين في مخيم النصيرات بقطاع غزة.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ‏بن غفير، اليوم السبت، لن نعيد المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" إلا من خلال الضغط العسكري الكبير والمتواصل فقط.
نتنياهو ووزير خارجيته "يفتحان النار" على غوتيريش ويدافعان: جيش إسرائيل هو الأكثر أخلاقية في العالم
وتشهد منطقة النصيرات ودير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، السبت، غارات جوية وقصفا مدفعيا إسرائيليا عنيفا، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عمليته العسكرية.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 37 ألف قتيل وأكثر من 83 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
مناقشة