دمشق تحتفل بمرور خمسة آلاف عام على صناعة الزجاج السوري... فيديو وصور

افتتح في العاصمة السورية دمشق، "معرض الزجاج السوري عبر العصور"، الذي تنظمته المديرية العامة للآثار والمتاحف في المتحف الوطني بالعاصمة السورية، في سياق احتفالية مستمرة باليوم العالمي للمتاحف، لتسليط الضوء على هذه الصنعة الإنسانية والتراثية التي أبدعها السوريون القدماء.
Sputnik
وتتمتع صناعة الزجاج السوري بتاريخ عريق يمتد إلى العصور القديمة، حيث يعود أقرب دليل على هذه الصناعة إلى خلال العصر البرونزي في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعُرفت وقتها مدينة حلب كمركز رئيسي لإنتاج الزجاج.
وخلال العصرين اليوناني والروماني، برزت العاصمة السورية كمركز لصناعة الزجاج، وفي العصور الوسطى، اشتهرت دمشق بإنتاج الزجاج المنفوخ الرقيق الذي حظي بتقدير كبير من قبل التجار والمسافرين الذين يذرعون طريق الحرير، ليصل الزجاج السوري إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
وسلط المعرض الذي افتتحته وزيرة الثقافة السورية، لبانة مشوّح، الضوء على مسيرة تطوّر صناعة الزجاج وتاريخ ظهوره في سوريا، بدءاً من حضارتي (إيبلا وأوغاريت)، مروراً بالفترة الأغريقية واليونانية والبيزنطية، وصولاً إلى الفترة الإسلامية التي وصلت فيها صناعة الزجاج إلى أوجها عبر ثلاثة مراكز مهمة هي دمشق، حلب، والرقة، وذلك بعد تطور تقنيات الصناعة مع ابتداع السوريين تقنية النفخ واستخدام "الفريت" لتصنيع الزجاج، واستخدامه أيضاً في صناعة الخزف.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
وخلال افتتاح المعرض، أوضحت وزيرة الثقافة في تصريح للصحفيين أن سوريا ‏احتفلت سوريا منذ فترة بتسجيل الزجاج المنفوخ على قوائم التراث للامادي الإنساني.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
ووفق وزير الثقافة السورية، يندرج المعرض ضمن التزامات الحكومة السورية بالترويج لصُنعة الزجاج المنفوخة وإبراز دور سوريا الحضاري في صناعة الزجاج.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
وبيّنت الوزيرة مشوح أن مادة الزجاج السوري وُجدت في موقع إيبلا الآثري وتعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد وربما قبل ذلك، كما تم اكتشاف قطعٍ من الزجاج التي تتالت صناعتها عبر عصور عدة وتبدّلت أنماطها والمواد والطُّرق التي تُصنع بها، وكانت الأرض السوريّة الحاضنة والإنسان السوري هو المبدع الأول لصناعة الزجاج وتلوينه وساهم في نقل هذه الصنعة إلى كافة أنحاء العالم".
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
وختمت مشوّح حديثها بالإشارة إلى أن وزارتها بالتّعاون مع المديريّة العامة للآثار والمتاحف والمؤسسة العامة للسينما، تُحضّر مجموعة من الأفلام الوثائقيّة حول قصص التراث، مؤكدةً أن قصة الزجاج السوري ستكون إحدى أهم هذه القصص.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
ويضم المعرض بين جنباته أكثر من 70 قطعة آثرية من الزجاج السوري تعود كلٌّ منها إلى عصور تاريخية مختلفة من مواقع آثرية عدة، تروي معها قصة الإنسان السوري مع هذه الصناعة التي برع بها عبر العصور وحافظ عليها إلى يومنا هذا.
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
بدوره، قال مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا، محمد نظير عوض، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك": "تكمن أهمية المعرض في أنّه يأتي بعد تسجيل صنعة الزجاج المنفوخ على لائحة التراث العالمي، كما يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف"، لافتاً إلى أن "آخر معرض أُقيم للزجاج السوري كان في عام 1964".
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
وأضاف مدير عام الآثار والمتاحف: "نعرض اليوم ما لدينا من قطع الزجاج السوري الاستثنائية والهامة والنادرة من مجموعات المتحف الوطني في دمشق والمصنّعة بمختلف الأحجام وعبر أدوات مختلفة، ابتداءً مما تم اكتشافه في حضارة إيبلا إلى حضارة أوغاريت من كؤوس وآواني تم صنعها من عجينة الزجاج، وانتهاءً بالفترة الإسلامية وعلى رأسها الفترة المملوكيّة التي وصلت فيها صناعة الزجاج إلى عصرها الذهبي".
دمشق تحتفي بخمسة آلاف عام من صنعة الزجاج السوري
ورغم ما واجهته صناعة الزجاج السورية من تراجع كبير خلال العصور الحديثة تبعا للتغيرات في طرق التجارة العالمية، والمنافسة من مناطق إنتاج الزجاج الأخرى، إلا أن الحرفيين السوريين في مدن مثل (حلب ودمشق) لا يزالون يواصلون الحفاظ على صناعة الزجاج العريقة، فيبدعون قطعاً جميلة تعكس الإرث الغني للحرفية السورية، ويحافظون على جزء رئيسي من التراث الثقافي الوطني.
مناقشة