الأزمة الاقتصادية تنعكس إقبالا ضعيفا على أسواق أضاحي العيد شرقي سوريا

تصطف الخراف المعدة للبيع في سوق "مشيرفة" المخصص لبيع المواشي في محافظة الحسكة شرقي سوريا، مطمئنة وهي تجتر ما تختزنه من أعلاف.
Sputnik
بطريقة ما، تبدو المواشي المرشحة للبيع ضمن ما يسمى شعبياً بأسواق "الماكف" المخصصة لهذه الغاية، وكأنها على دراية كافية بأن غالبيتها الساحقة لن تلقى هذا العام أكثر من أي وقت مضى، مصيرها المحتوم بين يدي اللحامين، تبعا للإقبال الضعيف بشكل استثنائي على شراء الأضاحي في طقس يعد من أهم شعائر عيد الأضحى، الذي يحتفل به المسلمون، كتتويج لشعائر موسم الحج إلى مكة المكرمة.
الارتفاع الكبير في أسعار المواشي يكوي جيوب المؤمنين ويحرمهم من أداء هذه الفريضة، التي تنطوي على أبعاد إيمانية لدى المسلمين، وهذا الارتفاع طال أنواع الأضاحي كافة، من خراف وأغنام وماعز وأبقار، وجعل قلة قليلة تستطيع شراءها اليوم.

وتعود أسباب الركود الاقتصادي والتضخم المشبع بضعف القدرة الشرائية عموما، وعمليات شراء أضاحي العيد على وجه الخصوص، إلى اشتداد العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية الظالمة على الشعب السوري، تحت ما يسمى "قانون قيصر"، إلى جانب سيطرة الجيش الأمريكي على الموارد الاقتصادية الأهم للشعب السوري، شرقي البلاد، من نفط وغاز وقمح.

في جوالة لكاميرا "سبوتنيك" في عدد من أسواق مدينة الحسكة السورية، التي تسيطر على الغالبية الساحقة من مساحتها القوات الأمريكية والمسلحون الموالون لها، والتي تعتبر الخزان الأكبر لقطعان الأغنام في سوريا، تم رصد الإقبال الضعيف على شراء الأضاحي، رغم اقتراب موعد العيد، خلال الأيام القليلة المقبلة.
مجتمع
20 علامة للتأكد من سلامة أضاحي العيد واللحوم

وقال أبو حسين، تاجر أغنام، إن "الظروف الزراعية الصعبة وعدم تمكن الفلاحين والمزارعين من بيع محاصيلهم للدولة السورية، بسبب منعهم من قبل الاحتلال الأمريكي، ما جعل يعتكفون عن بيعها، انعكس سلباً على ظروفهم الاقتصادية، باعتبار أن محافظة الحسكة السورية هي عاصمة الزراعة، حيث يعتمد أكثر من 90% من سكانها على الزراعة".

ويضيف تاجر الأغنام، أو يسمى شعبياً "الدلال" أبو حسين، لـ"سبوتنيك"، بأن "تراجع الطلب على أضاحي العيد، هذا العام، وصل إلى نسبة أكثر من 80 بالمئة ، مقارنة بالأعوام السابقة"، مؤكداً أن "هذا العام هو الأسوأ خلال سنوات الحرب التي تمر بها البلاد، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها سكان محافظة الحسكة"، حيث لم يتمكن سوى من بيع أضحية واحدة فقط.

بدوره لفت المتخصص بأسواق المواشي في محافظة الحسكة أبو غزال البجاري، لمراسل "سبوتنيك"، أن "الإقبال على شراء الأضاحي في محافظة الحسكة، ضعيف جداً في جميع جغرافية المحافظة مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد اقبالاً كبيراً على شرائها من قبل جميع شرائح المجتمع وذلك بسبب رخص أسعارها".

وأرجع البجاري سبب الإقبال الضعيف إلى "ارتفاع الأسعار الكبير لرؤوس المواشي، حيث وصل سعر الأضحية الواحدة من النعاج إلى 3 مليون ليرة سورية كحد أدنى، وكحد أعلى إلى أربع ونصف مليون ليرة سورية، بينما وصل سعر الرأس الواحد من الماعز إلى 3 مليون ليرة سورية".
وتابع: "بينما وصل سعر الرأس الواحد من البقر إلى سعر يتراوح بين 20 إلى 30 مليون ليرة سورية، والإقبال الضعيف سببه الرئيسي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري".
مناقشة