في الدور التشريعي المنتظر، كان لافتاً مشاركة عدد غير مسبوق من الصحفيين تجاوز 30 صحفياً، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مجلس الشعب السوري.
بطبيعة الحال، أرخت الظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا على مختلف مناحي حياة شعبها، ومنهم الصحفيين، كما فقدت الصحافة بريقها مع سريان حالة من القنوط لدى الكثير منهم بعدما أصبحوا عاجزين عن حل مشاكلهم المهنية والمعيشية المتزايدة، حالهم كحال أغلب السوريين.
والحال كذلك، فما هو السر وراء ترشح الصحفيين السوريين بهذا العدد الاستثنائي في تاريخهم؟.
من (الرابعة) إلى (الأولى)!
يعتقد الصحفي يونس خلف، أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين، والمرشح لعضوية مجلس الشعب في محافظة الحسكة، والكثير من زملائه الصحفيين المرشحين، بأن واقع الصحافة باعتبارها (سلطة رابعة)، باتت بحاجة إلى سلطة أكبر لإصلاح حالها، الأمر الذي يدفعهم لحجز مقاعد لهم في السلطة التشريعية الأولى في البلاد، منعا للالتفاف على مكامن قوتهم المكتسبة عبر تاريخهم.
ويرى خلف بأنه "من المهم توفير بيئة تنظيمية وقانونية تسمح بإنتاج إعلامي منفتح مع ضمان الحصول على المعلومة، لذلك فأن البحث عن منبر آخر تكون المواجهة فيه أكثر تأثيراً يعد هدفاَ مشروعاً".
وأشار خلف إلى أن الصحفيين "عانوا خلال الدور التشريعي الحالي من تمرير بعض الثغرات في قانون الجريمة الالكترونية، ومن ملاحظات لا تزال قيد النقاش حول مشروع تعديل قانون الاعلام، ومن هنا تأتي أهمية وصول عدد من الإعلاميين إلى مجلس الشعب للدفاع عن الصحفيين والمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية وعدم تقيد الحريات الصحفية وحجب المعلومات وصولاً إلى توفير بيئة تشريعية مناسبة للعمل الصحفي".
سلاح دستوري للدفاع عن الحقوق
بدوره، يرى الصحفي هيثم محمد، المرشح لعضوية مجلس الشعب في محافظة الحسكة، أن هدفه من الترشح إلى مجلس الشعب "التعاون مع زملاء آخرين فاعلين ومتخصصين في المجلس وخارجه للاهتمام بشكل أكثر بالجانب التشريعي سواء لجهة اقتراح إصدار قوانين جديدة أو تعديل بعض القوانين النافذة بما يتوفق مع الدستور السوري ومنها بعض القوانين الهامة كقانون الإعلام وغيره، والتعاون أيضاً لتطوير واقع الاعلام السوري من كافة الجوانب وفق آليات عمل وبرامج تنطلق من مجلس الشعب، والمساهمة في أخذ مجلس الشعب دوره الفعلي وتولي كافة صلاحياته الدستورية"؟.
ولم يختلف رأي الصحفي وليد الجابر، المرشح لانتخابات مجلس الشعب في مدينة حلب، عن زملائه لدى سؤال "سبوتنيك" له عن أسباب ترشحه لانتخابات مجلس الشعب، إذ عدها ظاهرة طبيعية وصحية، مشيرا إلى أنه يمكن استثمار تواجد الإعلاميين تحت قبة البرلمان لتحسين واقع العمل الإعلامي في سوريا، عبر التعاون مع بقية الإعلاميين ورفع الصوت للمطالبة بالحقوق والإنصاف مهنياً ومادياً.
ولا ينفى الجابر وجود طموح شخصي، فالصحفي برأيه مواطن بالدرجة الأولى ويحق له كأي مواطن من الفئات الأخرى الترشح والفوز بمقعد في مجلس الشعب يرضي به طموحه الشخصي أيضاً.
بدورها، أكدت الإعلامية الوحيدة المرشحة في انتخابات مجلس الشعب في مدينة حلب، الصحفية عهد بريدي، لـ"سبوتنيك" أن "هدفها من الترشح إيصال صوت الصحفيين بعد سريان حالة من اليأس من واقعهم الصعب على كافة الصعد، ففي حال نجاح أكثر من صحفي يمكن الدفاع عن حقوق الصحفيين بشكل مؤثر، والأمر ذاته ينطبق على مشاكل المواطنين، التي يعرفها الإعلاميون عن قرب أكثر من غيرهم، بالتالي عند عرضها تحت قبة البرلمان يمكن أيضاً تقديم حلول معها لتسريع معالجتها",
واعتبرت بريدي أن تحسين واقع المرأة والدفاع عن حقوقها في مدينة حلب يعد أحد أسباب ترشحها لانتخابات مجلس الشعب، التي اعتبرت مشاركتها فيها تجربة مهمة سواء أنجحت أو فشلت.