خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد... فيديو
© Sputnik . Shams Molhem
تابعنا عبر
حصري
انتظر أبو علي استلام حوالته المالية المرسلة له من أخيه العامل في الخليج، ليشتري بها أضحية عيد الأضحى المبارك لهذا العام.
خلال السنوات الأخيرة، باتت الحوالات الخارجية أحد المنافذ الأساسية للكثير من أرباب الأسر السورية في تلبية مختلف احتياجاتها المعيشية.
ورغم ذلك، فهذه الحوالات التي تكون كبيرة قياسا بما يقابلها من الليرات السورية، لم تعد تسعف في شراء الأضاحي كما كانوا يفعلون قبل الحرب، ناهيك عن الحصار الأمريكي الذي أجهزت منعكساته على ما تبقى من قدرتهم على تأدية واجباتهم الدينية التي لطالما اشتهروا بأدائها بها على أكمل وجه.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
يقول الرجل الستيني لـ "سبوتنيك": "هذا العام، اضطررنا لتخفيض عدد الأضاحي التي اعتدنا أن نقدمها أنا وإخوتي المغتربين، سنكتفي بأضحيتين وليس أربعة"، مبرراً ذلك بأن "الأسعار أصبحت مرتفعة جداً، ولم يعد لدينا القدرة على ذلك ضمن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة في سوريا".
ومع ذلك، فإن تراجع قدرتهم على شراء العدد المناسب من الأضحيات، لم يقلص التزام المؤمنين بأداء ما يستطيعونه من واجبات العيد المبارك، يضيف أبو علي: "قام أخي بتحويل المال إلي في سوريا، بعدما تناقشنا بالاكتفاء بتقديم أضحيتين هذا العيد، وإلى جانب ذلك سنقوم بتوزيع بعض المبالغ المالية على العائلات المتعففة، فهناك من لديه حاجة حياتية ملحة أكثر من تناول اللحوم".
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
في الأسابيع التي تسبق عيد الأضحى في سوريا، عادة ما تلتهب أسعار اللحوم بشكل جنوني تبعا لقلة العرض، إذ يمتنع المربون عن البيع بغية تسمين المواشي، لزيادة أرباحهم مع حلول العيد.
حسين الغيبس، تاجر أغنام في ريف دمشق، أكد في تصريح لـ "سبوتنيك" بأن معظم الأضاحي تتم من خلال وكيل يقوم المغترب بتعيينه بعد إرسال المال له عبر حوالة، على أن يتم تصوير جميع الخطوات من الوزن إلى النحر والتقسيم والتوزيع، وبدوره يرسل له الوكيل هذه الصور لكي يطمئن المضحي بأن العملية تمت بشكل كامل.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وتوقع الغيبس ألا يتجاوز عدد الأضاحي في مركزه هذا العام الـ 350 أضحية، بينما وصلت خلال العام الماضي لـ 1000.
الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها الغالبية الساحقة من السوريين، دفعت أمامها أفكار جديدة لشراء أضحية العيد بما يقلص كلفتها عليهم.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وأوضح الغيبس بأن ثمة ارتفاع كبير في أسعار الخراف التي يقل وزنها عن 45 كغ، يزيد بنحو 20 ألف ليرة عن تلك التي تزن 55 كيلوغراما.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وخلال الأيام القليلة المقبلة، يتوقع أن يشهد سوق المواشي ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، لتزامنه مع سماح الحكومة بتصدير الأغنام مع عيد الأضحى.
يقول رئيس جمعية اللحامين في دمشق، يحيى محمد الخن، لـ "سبوتنيك" إن دول الخليج من أكثر الدول استيراداً للأغنام السورية وخاصة السعودية.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وأكد الخن تصدير 100 ألف رأس من ذكور العواس قبل العيد، حيث تعد الخراف السورية الأغلى عربياً بأسعار تبدأ من نحو 600 دولار وفقاً لأسعار الدول المجاورة، مشيرا إلى أن لحوم العواس مرغوبة بشكل كبير.
وأضاف رئيس جميعة اللحامين: "وبالمقابل، فإن إقبال السوريين في الداخل على الشراء ضعيف جداً مقارنة بالأعياد السابقة، فمعظمهم يعتمد على الحوالات الخارجية التي ترسل لهم لشراء أضحية بحكم سعرها المرتفع، كما بات العديد من الأشخاص يتشاركون على شراء أضحية واحدة كالأخوة في العائلة الواحدة، أو الأب وأولاده، أو الأصدقاء فيما بينهم، حيث يصل سعر الخروف الواحد إلى 5 ملايين ليرة كحد أدنى، وبعضها يتعدى 10 ملايين ليرة، تبعا للحجم والوزن".
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وأوضح الخن أن العديد من العائلات لم تعد تضحي بخاروف بالعيد، وباتت تستبدله بشكل جماعي إما بالجدي أو أنثى الخروف أو الجمل أو العجل، وهذين الأخيرين كافيين لأضحية عن 7 أشخاص، بشرط أن تستوفي الشروط الدينية.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وأرجع رئيس جميعة اللحامين ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام، إلى الغلاء وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، فلا يوجد سوق لحد الآن ونحو 90% من اللحامين لم يشتروا الأضاحي إضافة لانخفاض نسبة رخص الذبح للربع تقريباً.
خرافهم أغلى الأضاحي عربيا.. السوريون يتلقون الحوالات الخارجية لشراء أضاحي العيد
© Sputnik . Shams Molhem
وبحسب رئيس جمعية اللحامين، فإن الخراف التي كان يتم ذبحها في دمشق خلال السنوات الماضية، كان يصل عددها يصل إلى 200 ألف رأس في اليوم الواحد، ولكن هذا العام لا يتوقع أن يتم ذبح أكثر من 50 ألف رأس بشكل وسطي، منوهاً بأن الأسعار تحدد في الأسواق بحسب العرض والطلب إذ ينتظر المربي اقتراب العيد على أمل الطلب الزائد على الأضاحي، وبذلك يتحرك السوق.
وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، فإن عدد الثروة الحيوانية في سوريا من الأغنام يقدر بنحو 14,8 مليون رأس، في حين يقدر عدد رؤوس الأبقار بنحو 574 ألف رأس، وعدد الجِمال يقدر بنحو 13700 رأس.
