محلل لـ"سبوتنيك": صفقة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل تؤكد احتمالية توسع الحرب على جبهة لبنان

قال ثائر نوفل أبوعطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن صفقة تزويد الأسلحة لإسرائيل تأتي في ظل تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي من خلال الحزب الديمقراطي بسبب دعمه المستمر لإسرائيل في ظل حربها وعدوانها على غزة.
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن الصفقة التي جاءت بعد موافقة الكونغرس الأمريكي، تتضمن 50 طائرة حربية من نوع "إف-15" يزيد ثمنها على 18 مليون دولار، والتي تم تعطيلها وتأجيلها منذ أشهر.
وأكد أن توقيت الصفقة يعني بأن من المحتمل توسع رقعة الحرب والمواجهة على الحدود الشمالية والجبهة اللبنانية مع "حزب الله"، في ظل استمرار الحرب على غزة للشهر التاسع على التوالي، ومن الممكن أن تمتد رقعة المواجهة لتكون مواجهة إقليمية مع إيران، ليكون هذا الصيف صيفا ساخنا بامتياز على جميع الجبهات.
ويرى أن هذا الأمر تتحمل مسؤوليته المباشرة الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن، مؤكدًا أن تعجل إسرائيل وإصرارها على التزود بهذه الصفقة الأمريكي، يعني أن إسرائيل تنوي الاستعداد للحرب على أكثر من جبهة، نظرا للتصعيد القائم بينها وبين "حزب الله" على الحدود الشمالية.
منسق لبنان السابق لدى قوات الطوارئ الدولية: أمريكا زودت إسرائيل بـ"إف-15" لتموينها لحرب كبرى
فيما يتعلق بتأثير هذه الخطوة على الوساطة الأمريكية عبر مقترح بايدن للهدنة، أكد عطيوي أنها ستؤثر بشكل سلبي على جهود الوساطات بالوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والحرب على غزة، لأنه كان يجب على الإدارة الأمريكية وقبل أن تقوم بالموافقة على تزويد إسرائيل بصفقة الأسلحة الجديدة أن تقوم بالضغط عليها من أجل وقف الحرب، وفتح آفاق تفاوضية تعطي مؤشرات إيجابية بقبول كافة الأطراف المعنية بمقترح بايدن، لأن الأسلحة الجديدة التي ستزودها واشنطن لإسرائيل يعني استمرار الحرب على غزة واستمرار مسلسل الإبادة الجماعية اليومي بسلاح أمريكي.
وقال إن التناقض الواضح للإدارة الأمريكية والتعامل بوجهين مختلفين في نفس التوقيت، من حيث تقديم مقترح للهدنة من جهة، وتزويد إسرائيل بكمية أسلحة كبيرة من جهة أخرى، لن يحقق أي نجاح على مستوى الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب وإلزامها بقبول مبادرة بايدن، بل من الممكن أن يأخذ المنطقة بأكملها إلى ساحة حرب ومواجهة لن يكون بمقدور أي أحد توقع نتائجها أو إيقافها.
وطالب عطيوي الرئيس الأمريكي بأن يكون أكثر مصداقية ووضوحا في التعامل مع الرؤية الواقعية واحترام جهود الدول الوسيطة التي تسعى للوصول إلى توافق لمقترح الهدنة، ووقف الحرب على غزة، لأنه في حال الوصول لحل دائم ونهائي لإطلاق النار، فإن هذا سيؤثر إيجابيا على الجبهة الشمالية ووقف التصعيد مع حزب الله، ونزع فتيل الحرب الإقليمية التي بدت معالمها الأولية تلوح بالأفق من خلال تزويد واشنطن بكمية أسلحة كبيرة لإسرائيل.
أمريكا أرسلت أكثر من 100 شحنة أسلحة إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بإن عضوين ديمقراطيين كبيرين في الكونغرس الأمريكي وافقا على دعم صفقة أسلحة كبيرة لإسرائيل تشمل 50 مقاتلة من طراز إف-15 بقيمة تزيد على 18مليار دولار.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، بأنه من غير المعقول أن تقوم الإدارة الأمريكية في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة، باستثناء شحنة واحدة من القنابل الجوية التي لا تزال معلقة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن إسرائيل عرضت على حركة "حماس" الفلسطينية، اقتراحا جديدا من 3 مراحل، مع خريطة طريق من شأنها، أن تؤدي إلى وقف دائم للأعمال القتالية في قطاع غزة، وإطلاق جميع المحتجزين.
إعلام: أمريكا زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات للقضاء على "حماس"
وتشمل المرحلة الأولى وقفًا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المراكز السكانية في غزة، وإطلاق بعض المحتجزين لدى "حماس"، بما في ذلك الجرحى والمسنين والنساء، فضلا عن الإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين في السجون.
وتتضمن المرحلة الثانية وقف الأعمال العدائية إلى أجل غير مسمى، مقابل إطلاق المحتجزين المتبقين، أما المرحلة الثالثة من المبادرة، فهي البدء في إعادة إعمار قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل ونحو 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
مناقشة