وتقدّم ميلر باستقالته، لرغبته في قضاء المزيد من الوقت مع أسرته، وفقا لثلاثة مصادر مطلعين في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية.
وأشارت المصادر إلى أن أندرو ميلر أبلغ زملائه في وقت سابق اليوم بقراره بالتنحي، بعد عام و7 أشهر من تولي منصبه.
واستشهد ميلر بعائلته، قائلا إنه لم يرهم إلا نادرا، وأكد لزملائه أنه "لولا هذه المسؤوليات لكان يفضّل البقاء في وظيفته والنضال من أجل ما يؤمن به".
وتأتي استقالة نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية، والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقا، وسط إحباط متزايد داخل وخارج الحكومة الأمريكية، بشأن العدد الكبير من القتلى المدنيين في حرب غزة، والمخاوف بين البعض من أن التأثير على شؤون السياسة تهيمن عليه زمرة ضيّقة من أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
ويعد أندرو ميلر هو أكبر مسؤول أمريكي يستقيل حتى الآن من منصبه، وتركز محفظته على القضايا الإسرائيلية الفلسطينية.
كما تعد استقالة أندرو ميلر من منصبه، انتكاسة جديدة للدبلوماسيين الأمريكيين، الذين يسعون إلى تحقيق قطيعة أكبر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وائتلافه اليميني المتطرف.
ونقلت التقارير الأمريكية عن سوزان مالوني، نائبة الرئيس ومديرة السياسة الخارجية في معهد بروكينغز: “إن رحيل أندرو ميلر سيكون خسارة للإدارة بشكل عام ووزارة الخارجية بشكل خاص، كما أنه مؤشر واضح على الخسائر العامة التي ألحقها الصراع بأولئك الذين كانوا يعملون على التعامل مع آثاره الأمنية على أمريكا وحلفائها".
والأشخاص الذين يعرفون ميلر يصفونه بأنه مؤيد مبدئي للحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية، ومفكر دقيق في شؤون الشرق الأوسط، وقبل أن يركز عمله على القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، كان مستشارا سياسيا كبيرا لسفير أمريكا لدى الأمم المتحدة، وخلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، شغل منصب مدير القضايا العسكرية لمصر وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
كما عبر ميلر، عن تشكيكه في نهج "عناق الدب"، الذي تتبعه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تجاه حكومة إسرائيل، منذ بداية الحرب في قطاع غزة.