آلام أسفل الظهر هي واحدة من تلك الأمراض الجسدية التي قد يكون من الصعب التخلص منها بمجرد ظهورها. ما يقرب من 70 في المئة من الأشخاص الذين يتعافون من نوبة آلام أسفل الظهر يعانون من تكرارها خلال العام التالي.
اتضح بأن المشي لا يؤدي فقط إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي، ونظام القلب والأوعية الدموية، والمزاج، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على الجهاز العضلي الهيكلي، مما يمنع آلام الظهر، ويسهم في حياة أطول وأكثر صحة.
المشي هو تمرين منخفض المخاطر ومتاح على نطاق واسع للكبار والصغار والأغنياء والفقراء. إنها أيضًا واحدة من الأنشطة البدنية الأسهل التي يمكن دمجها في نمط حياة مزدحم.
يقول اختصاصي العلاج الطبيعي، مارك هانكوك، من جامعة ماكواري: "نحن لا نعرف بالضبط لماذا يعتبر المشي مفيدًا جدًا للوقاية من آلام الظهر، ولكن من المرجح أن يشمل مزيجًا من الحركات التذبذبية اللطيفة، وتحميل وتقوية هياكل وعضلات العمود الفقري، ويساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، وإطلاق الإندورفين الذي يشعرك بالسعادة".
شملت الدراسة 701 مشاركًا، أكثر من 80% منهم من الإناث، الذين عانوا مؤخرًا من آلام أسفل الظهر. وكان الهدف هو أن يجد المشاركون الوقت والطاقة للمشي خمس مرات أسبوعيًا لمدة 30 دقيقة على الأقل، بعد مرور ستة أشهر، وجد الباحثون أن المجموعة التي كانت تمشي يوميا بانتظام، أمضوا متوسط 208 أيام، قبل أن يعانوا من أول تكرار لآلام أسفل الظهر.
تقول عالمة الصحة، ناتاشا بوكوفي: "إن ذلك لم يحسن نوعية حياة الناس فحسب، بل أدى إلى تقليل حاجتهم إلى الحصول على دعم الرعاية الصحية ومقدار الوقت الذي يستغرقه التوقف عن العمل بمقدار النصف تقريبًا".
وفقًا للدراسة المنشورة، قد يعاني ما يصل إلى 843 مليون شخص من آلام أسفل الظهر بحلول عام 2050. وفي الوقت الحالي، يعد هذا السبب الرئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أنماط الحياة الحديثة.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من خطر عودة آلام أسفل الظهر، ولكن هذه التجارب تضمنت عادة برامج تمارين جماعية، تتطلب إشرافًا دقيقًا واستخدام معدات باهظة الثمن.
ونظرًا للفوائد العديدة، فإن القيام بنزهة سريعة يعد علاجًا وقائيًا لآلام الظهر التي لا ينبغي إهمالها بعد الآن، بحسب الدراسة.