وجاء في البيان المشترك بشأن مباحثات وزير خارجية إيران بالإنابة، علي باقري كني، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، أنه "في إطار العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين مملكة البحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يربط بينهما من روابط الدين والجوار والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة، عقد وزير الخارجية (البحريني) الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، اجتماعا ثنائياً في طهران الأحد، مع الدكتور،علي باقري كني، وزير الخارجية المكلف في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بمناسبة زيارة وزير الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدعوة من الوزير الإيراني للمشاركة في اجتماع حوار التعاون الآسيوي".
وأضاف البيان: "اتفق الطرفان في هذا اللقاء على إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال خبير الشؤون الاقليمية، هاني الجمل، إن "هذا الاتفاق هو نتاج السياسية الهادئة التي انتهجتها إيران بقيادة الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته، وهي نتاج العلاقات التي بدأت تنظر بها طهران إلى دول الجوار من خلال سياسية الصقور التي حاولت أن تستوعب ما فقدته الجمهورية الإسلامية أيام الاصلاحيين والمتشددين قبيل رئيسي الذي استطاع إعادة ترتيب أوراق إيران، ووجهة نظرة هي أن التحالف مع القوي الإقليمية هو الأفضل شأنا في مواجهة الضغط الأمريكي والعقوبات الاقتصادية".
واعتبر الخبير أن "هذا الاتفاق عبر بشكل كبير فوق المشاكل بين الطرفين، خاصة التوترات الطائفية، التي كانت تؤثر في الحياة السياسية في البحرين" مشيرا إلى أن "إيران استطاعت في هذا التوقيت أن تفهم ما ترغب به دول الجوار وأدركت انها ترفض التدخل في سياساتها الداخلية، خاصة أن إيران على تماس جغرافي مع دول الخليج".
وأوضح نائب رئيس المركز العربي للدراسات، الدكتور مختار غباشي أن "الخلافات بين البحرين وإيران لم تنقضِ وهناك توجس بشأن الاختلاف الطائفي، وهي مسألة مثار جدل كبير، إلا أن الواقع الإقليمي والدولي، والصراع في الشرق الأوسط من عدوان إسرائيلي على غزة، واستنفار على الساحة اللبنانية، وتجييش للميليشيات داخل سوريا والعراق كلها عوامل أدت إلى فتح ابواب الحوار بين قادة البلدين بشأن أن يكون هناك شكل من الهدوء".
وأكد غباشي أن "قادة البحرين ودول مجلس التعاون يدركون جيدا أنه إذا اشتد الصراع سيكون الخليج ساحة خصبة لهذا الصراع بحكم القواعد العسكرية الغربية في هذه المنطقة، ومعلوم أن أكبر قاعدة بحرية أمريكية في الشرق الأوسط موجودة في البحرين".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي