تعد جنوب أفريقيا موطنًا كبيرًا لحيوانات وحيد القرن في العالم، وبالتالي فهي نقطة ساخنة للصيد الجائر بسبب الطلب المتزايد عليها من آسيا، حيث تستخدم القرون في الطب التقليدي لتأثيرها العلاجي.
وتحظى قرون وحيد القرن بشعبية كبيرة في الأسواق السوداء، حيث ينافس سعرها بالوزن سعر الذهب والكوكايين.
قال جيمس لاركين، مدير وحدة الإشعاع والفيزياء الصحية في جامعة "ويتواترسراند"، والذي قاد المبادرة، إنه وضع "شريحتين صغيرتين مشعتين في القرن"، ثم حقن النظائر المشعة في القرون الكبيرة. واعتبر أن هذا هو الشيء الذي سيوقف الصيد الجائر.
وقام لاركن بحفر ثقب صغير في القرن بدقة، وأدخل فيه العناصر المشعة، ثم قام برش 11000 نقطة دقيقة في جميع أنحاء القرن.
وقال لاركين إن وحيد القرن، نام واستيقظ، ولم يشعر بأي ألم. وأضاف أن جرعة المادة المشعة كانت منخفضة للغاية لدرجة أنها لن تؤثر على صحة الحيوان أو البيئة بأي شكل من الأشكال.
وأضاف لاركين، أن عشرين وحيد قرن سيكونون جزءًا من مشروع "ريسوتوب" التجريبي، حيث سيتم إعطاؤهم جرعة "قوية بما يكفي لإطلاق إشارة إلى أجهزة الكشف المثبتة عالميًا" في نقاط الحدود الدولية التي تم تركيبها.
وقالت نيثايا تشيتي، أستاذة وعميدة العلوم في جامعة "ويتواترسراند"، أن المادة المشعة "ستجعل القرن عديم الفائدة... وهو سام بشكل أساسي للاستهلاك البشري".
وفي وقت سابق، قالت وزارة البيئة في جنوب أفريقيا، أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لمعالجة التجارة غير المشروعة، فقد قُتل 499 من الحيوانات في عام 2023، معظمها في المتنزهات التي تديرها الدولة.
وقال العلماء إن حرس الحدود غالبًا ما يكون لديهم أجهزة كشف إشعاع محمولة، يمكنها اكتشاف البضائع المهربة، بالإضافة إلى آلاف أجهزة الكشف عن الإشعاع المثبتة في الموانئ والمطارات.
ويعيش نحو 15 ألف حيوان وحيد قرن في جنوب أفريقيا، وفقا لتقدير مؤسسة وحيد القرن الدولية.
وقالت جيسيكا بابيتش، مديرة العمليات بالمشروع، إن المرحلة الأخيرة من المشروع ستكون الرعاية اللاحقة للحيوان باتباع "البروتوكول العلمي المناسب والبروتوكول الأخلاقي".
وسيقوم الفريق بعد ذلك بأخذ عينات دم للمتابعة، لضمان حماية وحيد القرن بشكل فعال. وأكد لاركين أن المادة ستدوم لمدة خمس سنوات في القرن، وهو أرخص من إزالة القرن كل 18 شهرًا.